توسّعت عيناه بِإستغراب ما إن سمعَ ردّها الغريب و هذا ما دفعها لِتنهض متوجّهةً له و ملامح جامد إعتلت وجهها تحتَ خصلاتها السوداء المنسدلة بِراحة
" مالذي تعنينه ، لستِ مُستذئبة أو أيّ كائن ما وراء الطبيعة و كما أنكِ لستِ بشرية ؟ " تسائل بِخفوت بينما يتأمل عيناها الرماديتان بِنظرة تعتليها الشكّ
" رُبما أنا لعنة أتت من السماء لِتلعنكم جميعًا " سخرت منه نوعًا ما لكنّ ملامحها جامدة و جديّة " أنا كائن ملوّث يلوّث أيَّ شيءٍ يقترب منه بما فيهم أنتَ الآن " أكملت بِهدوء و نبرة حزينة نوعًا ما
هل حقّا هيَ لعنة أُرسلت من قبل الآله ؟ أم كائن ملوّث يلوّثُ أيَّ شيءٍ يلمسه ؟
رنين هاتف أماندا قطعَ التواصل البصري بينهم مما دفعها لِتبتعد عنه و تتناولَ هاتفها من جيبها تتفقّده مُتجاهلةً لِمارلون الغارق في بحر التساؤلات
- انتِ لعنة قذِرة أماندا - كانت هذا محتوى الرسالة النصيّة من الشخص المجهول ، قطبت حاجباه بِتساؤل بينما تعاود قراءة الرسالة مرةً أُخرى رُبما ستتذكّر من صاحِب الرسالة لكنّها لا تملِكُ أصدقاء أو لديها معارف لطالما بقيت وحيدة داخِلَ قلعتها المهجورة و المُخيفة راسمةً لِدائرة حولَ نفسها فمن صاحب الرسالة ؟
رفعتْ رأسها مرةً أُخرى نحوَ مارلون الواقِف بِبرود يتأملها من أعلى رأسها حتّى أخمض قدميها بِبرود بعيناه العسلية المُختبئة وراء شعره البُندقي المُبعثر بِإهمال مما زاده جمالًا و هيبة
لعقَ شفتاه بِسُرعة قبل أن ينطِق بِنبرة جديّة و مُتسائلة " مالذي أتى بكِ إلى هُنا " ؟
ضيّقت عيناها بِإستغراب بعد أن مرّرت يداها داخل شعرها الأسود القصير الذي يصل لِآخرعُنقها " مالذي تقصده إنهُ مكانًا إعتدت القدوم إليه منذ أن كنتُ لعنة صغيرة " أجابت بِبساطة
نظرت لِساعة يدها و رفعت رأسها نحوه مرةً أُخرى " حسنًا إلى اللقاء ، " قالت بينما تمشي مُبتعدة عنه بِخطواط واثقة قبل أن تتوقّف مرةً أُخرى و تُكمل كلامها " أيضًا يُمكنك البقاء لا أهتم " و أكملت مشيها بينَ الأشجار الكثيفة إلى أن إختفت تاركةً ورائها مارلون يتخبط داخِل دائرة التساؤل
إنّها غريبة كما أنّها مُخيفة نوعًا ما تظهرُ فجأة لِتُثرثر بِكلامٍ غريب و تختفي مُجددًا ما هيَ بِالضبط ؟ قوة عظيمة و غريبة كهذه لا يُمكنها البقاء داخِل جسد بشري ضعيف و هالتها المُريبة لا تخصُّ الكائنات المتحوّلة كالمستذئب أو أيّ كائن آخر ... وكإنّها إحدى الآلة أُرسلت إلى الأرض ،
عادَ لِيجلس على الصخرة و فركَ شعره بِنفاذِ صبرٍ بعد أن زفر بِإنزعاج لأنّها و بِطريقةٍ ما تجعله يُفكّر و يِفكّر و كأنّها تعبثُ به لُتجلعله لا يشعرُ بِالراحة