~4~

72 9 2
                                    

"أنا لا أصدق كيف جرؤ على ذلك! إنني أكره هذا الأستاذ من الآن، وأعلم أنه يكرهني لكن لماذا؟! لم أجد أي سبب!!"
"وهل تم الخصم في النهاية؟" سأل يونغي.
"لا، لو لم تقف نايون وواحدة أخرى من سليذرين لسببت مشكلة لجريفيندور، في الواقع لقد أذعن لهما فقط لأنهما من سليذرين وإنه لمن الجيد حقا أن هناك أناسا نبلاء هناك، ليسوا كتلك الـ..."
"وماذا فعلت تلك الـ...؟" سأل يونغي وهو يقاوم الضحك بصعوبة فقد كان من الممتع مشاهدة جيهيو وهي غاضبة هكذا، في الواقع هي تبدو أجمل..
"لقد وقفت ضدنا وقالت أن من حقه الخصم لأنه لم ينبغ لي أن أكون وقحة! وقحة؟! سأريها الوقاحة حين أجدها! أقسم إنني سأنتف شعرها الذهبي ذاك!!"
ردّ مستمتعا: "هل تغارين منها لأنها شقراء جميلة؟"
"تلك العجوز جميلة!! راحت المعايير يا خسارة! وهل أنا قبيحة حتى أغار؟!"
"لالالا أبدا إنني أتحدث حسبما سمعت فقط عن الجميلة الشقراء من سليذرين، تلك.. ما كان اسمها؟"
"ولم يهمك اسمها؟!" قالت بحدة.
"سألتك بدافع الفضول فقط صدقيني! كما أنني أعتقد أنك لست أقل جمالا... هاي! جيهيو! إلى أين تذهبين! انتظريني..."
***
كان هناك شخصان يراقبانهما بحزن بينما يتدافعان ويجريان في الأرجاء، كان يونغي (الذي يدعوه الجميع شوقا ما عدا جيهيو) يضحك ويحاول استفزازها بينما هي تمثل الغضب لكنها تمسك نفسها بصعوبة من الانفجار بالضحك..
لم يعد بإمكان دانييل أن يشاهد أكثر من ذلك لذلك ابتعد بحدة ومشى..
***
وأخيرا أتى درس الطيران الذي انتظره الجميع بفارغ الصبر، اصطف تلاميذ السنة الأولى في الفناء الخارجي الذي يواجه الغابة المحرمة، وهناك عصي بعدد التلاميذ مصفوفة على الأرض، وصلت مدام هوتش أستاذتهم، كان لها شعر رمادي قصير وعينان صفراوان كعيني الصقر.
صاحت: "ماذا تنتظرون! قفوا بجانب المقشات حالا!"
وقف كل واحد بجانب مقشته، وقالت مدام هوتش:
"مدو أيديكم وقولوا أعلى!"
"أعلى!"
قفزت مقشة جونغيون إلى يدها فورا، لكنها كانت واحدة من عصيّ قليلة فعلت ذلك، فعصا جيهيو كانت تدور على الأرض بلا توقف، وعصا تشايون صعدت إلى مستوى أعلى منها وظلت تقفز محاولة إمساكها، بينما رسخت مقشة دانييل على الأرض رافضة التحرك، وربما ذلك بسبب أنه كان حقا لا يريد أن تغادر قدماه الأرض.
لكن جويو نجحت في ذلك، وكذلك داهيون والتوأمان ويزلي وقلة من التلاميذ.
مرت مدام هوتش بين الصفوف تعلمهم كيف يمتطون مقشاتهم، وعندما تأكدت من أن الجميع يفعل ذلك بطريقة صحيحة قالت: "عندما تنطلق الصافرة اضربوا الأرض بأقدامكم بقوة، حافظوا على ثبات مقشاتكم وارتفعوا بها بضعة أقدام، ثم ميلوا بأجسادكم قليلا إلى الأمام لتعودوا إلى الأرض، واحد.. اثنان.."
ولأن دانييل كان فريسة الخوف والقلق، فقد ضرب الأرض بقدمه بقوة قبل اكتمال العد، وطار عاليا في الفضاء قبل أن يترك عصاه ويسقط على الأرض.. بووم! انحنت مدام هوتش لتفحصه ووجهها أشد شحوبا من وجهه، تمتمت:
"كسر في الساعد، اطمئن يا بني.. ستكون بخير، تعال.."
وقالت: "لا تتحركوا من أماكنكم حتى أعود، المسوا مقشاتكم وستجدون أنفسكم خارج هوجوورتس، تعال يا بني.."
وساعدته على النهوض متألما وهو يعتمد على مدام هوتش، ونظر إلى جيهيو بحزن، لا شك أن ظنها فيه قد خاب..
وبمجرد أن ابتعدا انطلقت ضحكات كاميلا.
قالت وهي تقهقه: "هل رأيتم وجه هذا الغبي؟"
وصاحت جيني: "اخرسي يا كاميلا!"
ردت بانسي بارينكسون وهي واحدة من صديقات كاميلا: "هل تدافعين عنه يا جيني؟ لم أكن أعلم أنك تحبين الأولاد البكائين!"
وانفجرت هي وكاميلا بالضحك، صاحت جونقيون وقد اكتفت: "اخرسن وإلا!!"
كادت تلقنهن درسا لولا أن أمسكتها تشايون، وانحنت كاميلا فجأة والتقطت شيئا من الأرض، وصاحت:
"أليست هذه القلادة التي يرتديها ذلك الولد دائما؟ ظننت أنها ثمينة، لكن تبين أنها من الحديد!"
وانفجرتا بالضحك، قال بانسي وهي تمسح دموعها:
"أراهن إن ذلك المشرد التقطها من مكب نفايات ما!"
"كفى!!" من صرخ هذه المرة كانوا ثلاثة، أبناء العم الثلاثة ويزلي.
"ما الأمر يا داهيون؟ هل تريدينها؟ أراهن أن والديك لا يستطيعون شراء واحدة لأجلك!"
كبتت داهيون غضبها بصعوبة، فقد كانت نقطة ضعفها هي السخرية من فقر عائلة ويزلي..
تاي: "هاي أيتها الفتاة! يبدو أنك لا ترين أن الجميع قد ضاق ذرعا بنكاتك السخيفة كوجهك!"
كوك: "أعيدي القلادة لمالكها وإلا بدوتِ أكثر غباء!"
داهيون: "صحيح! أعيدي القلادة!"
ابتسمت كاميلا بمكر: "هل تريدينها؟ تعالي إذن وخذيها!"
ركبت مقشتها وانطلقت في الجو.
لحق بها الثلاثة وصاحت نايون: "لا! قالت الأستاذة ألا نتحرك!"
لكنهم تجاهلوها، امتطوا مقشاتهم وانطلقوا في الهواء، تماما كما تعودوا أن يطيروا ليلعبوا الكويديتش معا في طفولتهم، لحق الثلاثة ويزلي بها وحاصروها في الجو.
تلفتت يمينا ويسارا، ثم ابتسمت بمكر وصاحت:
"بانسي!"
ورمت القلادة إلى بانسي التي لم ينتبهوا لها عندما طارت أيضا، حاصروها معا هي الأخرى لتقذف القلادة نحو كاميلا، لكن كوك أمسكها.
"ليس هذه المرة! تاي! خذ!"
كادت القلادة تفلت من يدي تاي لولا أنه استطاع امساكها في آخر لحظة، صاحت داهيون:
"إياكما أن تسقطاها وإلا لن نستطيع العثور عليها بسهولة! أو ربما.. مهلا! أرسلاها إلي!"
لكن بانسي وكاميلا كانتا قد حاصرتاها، مر تاي بينهما كالسهم وأعطى القلادة لداهيون، ارتفعت داهيون في الهواء لكن المزعجتين كانتا تلحقان بها أينما تذهب ومهما راوغت، وأخيرا وجدت فرصة لتمريرها نحو كوك، رمت القلادة لتنحني كاميلا في اللحظة الأخيرة وتمسكها.
"والآن لننه هذه المهزلة!"
ورمتها نحو الغابة المحرمة!
أصبحت الثواني بطيئة للغاية، انطلقت داهيون نحو القلادة بأقصى سرعتها، وبمرونة لا تصدق أمسكت بالقلادة والتفت، وبعيني الصقر رأت هدفها، غصن شجرة السنديان المجاورة للمدرسة، يجب أن تدخل القلادة هناك، حينها ستتوقف الفتاتان عن محاولة انتزاعها وتستطيع العودة فيما بعد لتسليمها لمالكها..
كان ذلك صعبا، بل شبه مستحيل، لكن ليس لديها وقت، دققت النظر جيدا، حددت الزاوية المناسبة للرمية وأرسلت القلادة للهواء، راقبتها وهي تطير نحو الشجرة ثم.. ثم تلتف نحو أحد الأغصان!! لقد فعلتها!!
أشرق وجه داهيون فرحا والتفتت نحو ابني عمها ليهنئاها، لكن وجوههم كانت شاحبة، وكذلك وجها بانسي وكاميلا..
فهناك، كانت مدام هوتس قادمة وهي تصيح:
"ما الذي تفعلونه هناك!!"
وغاص قلبها في صدرها.

توايس في هوجوورتس!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن