المقدمة
علاقة حب غامضة يحاوطها الدم، إنسان يقتل بين الحين والآخر وقلب يتمزق قهراً على عزيز له بين التراب والحب في منتصف كل هذا تائهاً يريد معرفة الطريق الصحيح لاستقراره ولكنه يتخبط بين كل خطوة يخطوها.
1ـ عشق
هبطت "همسة" من سيارتها الفاخرة سريعاً لتذهب إلى "كريم" الذي ينتظرها منذ نصف ساعة أمام السنيما، جمهورها يحاوطها من كل اتجاه، يريدون التقاط بعض الصور معها أو مصافحتها ومنهم من يريد الحديث معها ، أتى إليها كريم من منتصف هذا الزحام و وقف أمامها قائلاً:
ـ هذه الصورة الأخيرة.
بدأت ضوضاء الجمهور المعترضون على حديثه، حيث يظنون أنه بمجرد ظهورها على شاشة التلفاز أصبحت مِلكا لهم، يقتحمون حياتها بمجرد خروجها من منزلها، ولكنها "ضريبة الشهرة" يجب عليها تحملها ولكن تحمل "كريم" صعب جداً.
ـ أعتذر يا جماعة أنا و"همسة" نريد دخول السنيما والفيلم بدأ منذ نصف ساعة.
بدأ الازدحام يقل، يذهبون وهم ينظرون إليه باحتقار، نظراتهم جعلت غضب "أمير" يزداد، تمسكت "همسة" بيد خطيبها وقالت
ـ أعتذر منكم جميعاً، أتمنى أن ألتقي بكم في وقتاً لاحق.
في كل خطوة لهما يأتِي إلى "همسة" أحدهم للمصافحة وسط تنهدات غضب من "كريم" اعتراضاً على تصرفاتهم، وصلا إلى قاعة السنيما بعد نفاذ صبره.
ـ ماذا بك؟
قالتها "همسة" بعد أن لاحظت الضيق على وجه, فهي اعتادت على هذا الوضع ولكن كيف تجعله يعتاد.
ـ ألا تعلمين ما بي؟
قالها وعيناه تشتعلان غضباً
ـ لا أعلم.
ـ لقد مللت يا همسة.
بدأ يرتسم الغضب على وجهها أيضاً.
ـ هل تقصد من اهتمام جماهيري بي؟
ـ نعم، هل ليس من حقي أن أخرج معك من دون أن يلحق بنا الجميع؟
ـ أنت تعلم من بداية معرفتنا أنني لي معجبون، لماذا تعترض الآن؟
أحس أن كلمة واحدة أخرى منه ستجعلهما يتشاجران؛ لذا قرر إنهاء الحوار و أومأ برأسه قائلاً:
ـ شاهدي الفيلم لنستطيع فهمه.
نظر الاثنان أمامهما بوجهين عابسين ، الضيق اخترق قلبهما وضاع من بينهما جمال المشاعر التي تمنياها من خروجهما معًا.
***
وضع "أمير" رأسه على وسادته وانهمرت دموع الحزن من عينيه، هذه الدموع سببها عشقه لـ"همسة" التي يراها من بعيد فقط وكل الذي يفعله عند رؤيتها ابتسامة، كيف يفعل أكثر من ابتسامة وهو يعلم أنها لن تبادله شعوره إلا إذا صار المستحيل ممكنا، كيف لممثلة مشهورة أن تعشقه, والجميع يتمنى كلمة واحدة منها؟!، يرى نفسه أقل من حبها له.
أنت تقرأ
همسة أمير
Short Storyعلاقة حب غامضة يحاوطها الدم، إنسان يقتل بين الحين والآخر وقلب يتمزق قهراً على عزيز له بين التراب والحب في منتصف كل هذا تائهاً يريد معرفة الطريق الصحيح لاستقراره ولكنه يتخبط بين كل خطوة يخطوها.