تطوّر الاحداث

14 0 0
                                    

طيلة فترة الشجارات التي لا تخلص كانت تراودني كوابيس مثل انني ساخسر فردا من أسرتي وكنت أنفي تلك الفكرة حتى اذا اردت التخمين فيها اجد عقلي لا يتقبلها .وكانت حالة امي تزداد سوءا بعد سوء فشعرت بالضعف كوني عاجزة عن مناساتها همومها والتخفيف من آلامها "لا يحس بالجمرة الا اللذي يعفس عليها" .كنت أراها يوميا تتعذب فيزداد عذابي و ألمي انا ،كنت اراها تذرف دموعا فتراني ايضا منعزله في زاوية ابكي على حالها و على مصير عائلتنا ولكني لا اظهر ذلك الضعف امامها "لا اساند البعض كون البنت اقرب الى ابيها حقيقة امي لا احد بامكانه تغيير مكانتها و موضعها في قلبي لا ألوم فالكثير يكون آباءهم مقربون لهم اكثر لأنهم حظوا بالدلال والحب والحنية من طرفهم اما انا فلهذا اليوم اليوم لم استطع معانقة ابي و الاحساس بحنيته وطعم الابوة ،لم يكن لي مثل الصديق او الاب لاشيء عبارة عن شخص غريب ،فحبي لأمي يعادل أضعاف الحب الذي اكنّه لأبي. فكيف لطفلة تستطيع تبرير المعاملة السيئة من أبيها لأمها و التغاظي عن تصرفاته ؟
ولكني تغاظيت عنهم كلهم من أجل امي وسعادتها التي لطالما رددت لا أريد المشاكل "
في احد الأيام قررت التحاور معها حتى اجد حل فكانت أمي مثل الملاك التائه غائب عن الدنيا ولكن لم استسلم  (i never gave up)
وحنيت امامها مقبلة رأسها محاولة معرفة ماتفكر فيه فهي لا تصارحني بشيء.
"اريد الانتحار" نزلت تلك العبارة علي كالصّاعقة ،عجز لساني عن الكلام و لكن لن ينفع هكذا علي  ابعاد هذه الفكرة عنها ،محاولة تهدئتها بينما هي تجهش بالبكاء فعانقتها فورا لا اعرف لكن ارى ان العناق (a hug) يخفّف من الألم وبادرتها بالكلام :"أمي يا أغلى ماأملك سأعوّضك عن كل هذا اعدك أنك لن تتذكري هذه المأساة وستصبحين انشاءالله بحال أفضل فقط ان تتناسي هذه الفكرة  (idea) فأنا لا اقدر العيش بدونك انت من علّمتني الاحترام و الشّجاعة هل هذه الانثى الشّجاعة وجدت الحل(found the solution) بالإنتحار ،أهكذا ستصبحين افضل اذا لكي ذلك ولكن لتتذكّري انك ستتركين بنتًا تتألّم لفقدانك حتى أنها يمكن ان تنتحر بعدك وتفعل ماهو أسوأ لنفسها " قلت ذلك حتّى أحاول تشتيت أفكارها والعزول عن فكرة الانتحار  (suicide )وإلا مهما حصل لن افكر البتّتة بهذه الطريقة حتّى لو فقدت لاقدّر الله أغلى ماأملك "امي" .وبعد محاولات اقتنعت في الأخير ولكنّني لن امنع نفسي من قرابتها .قسّمت حياتي بين المدرسة و العائلة فمهما حدث لن أتخلّى عن الدّراسة وكنت قد وعدت امي أن اجعلها اميرة في قصرها "تعبير مجازي المقصود منه امراة قوية لا تفارق الابتسامة محيّاها تقطن في بيت متواضع مع أسرة تحبّها .لا ازلت أؤمن بان أبي سيتغير يوما ما .
فمهما حدث ايضا لا تستسلموا بالعكس اصنعوا من الضعف قوة و لا تعزفوا عن مقاعد الدراسة فهي سبيل لتحقيق الاحلام و الطموحات و تحديد المستقبل فتاركيها بغير سبب اظنّ انّهم سيندمون عاجلا او اجلا .
ولكن لا نستطيع الانكار وجود فئة لا تحب الدراسة فنصيحتي هي اكتشفوا مواهبكم ،اقدموا على اشياء تحبونها تستطيعون الابداع فيها صحيح الدراسة مرتبة  1 ولكن عند فشل the first plan لازم يكون thé second projectفي محاربه مع الوقت و الزمن .
توالت الأيام دون تغير في الأحداث ،
مرت الساعات ،دقائق و ثواني منتظرة عودة أبي الذي خرج منذ وقت طويل بعد شجاره مع أمي .ظلت الأفكار السيئة تتوالى في مخيّلتي ولكن انفيها مباشرة  ،على الرغم من سوء تصرفه إلا أنّ الاب مكانته تظل نفسها مهما قسى ،مهما ذلّني و سبني فالظفر عمره ماينفصل عن اللّحم ،انا من لحمه و دمه و لا استطيع انكار هذا الشيء فبدون رضاء الوالدين لن نستطع تحقيق ماتمنيناه ولن نصل الى مبتغانا وهدفنا الذي رسمناه و خاصة نيل رضاء الله فمارضاء الله الا برضاء الوالدين فأحسنوا الى آبائكم و خيرا عاملوهم لا سوءا فعادة ما يفعلون ذلك لمصلحتنا حتّى لا نتربّى على الدّلال الزّايد يخلّف  "الهبل" وايضا كي نتربّى على قاعدة قوية صلبه لا تهزمها الصّعوبات والعوائق وإنما تقوّيها.
وخلال شرودي في تأّمل صورته المعلّقة على الحائط سمعت خطوات تقترب منّي اذ به أبي وبدون سابق أنذار ارتميت في حضنه فشعرت بمدى دفئه تخيلوا معي بالطبع لم اتلقّى الرّفض فانا اعي محبة ابي لي ولكنّ الظروف و المشاكل هي من جعلته يقسو على كل من حوله فالمشاكل وحدها قادرة على تغيير الشخص فاعذروا ذاك الانسان وآسعوا الى اعادته لطبيعته حتى ان تلقيتوا الرفض فلطالما احببتموه فستفعلون المستحيل لأجله .فالانسان وحده قادر على جعل من المستحيل ممكن بعقله وايمانه وفصاحة لسانه واخلاقه .
فللانسان منزلة رفيعة خصّه بها الله تعالى وميّزه بها عن سائر المخلوقات وذلك بتميّزه بالعلم و المعرفة وقابليّة التعلّم و تحصيل المعارف و سخّر له مافي الأرض جميعا وخاطب الاجيال من خلاله فهل لهذا معنى؟ اجعل الملائكة تسجد الانسان هباءة ؟
كل هذه الأشكلة لمعرفه اصل وجود الانسان والغاية من وجوده فالاستشكال يعدّ الاجرائية الاولى للتفكير واعمال العقل اعمال حرام مستقلا "تجرا على استعمال عقلك انت ذلك هو شعار الانوار" و "العقل اعدل الاشياء قسمة و توزعا بين الناس"
غير ان في حاضرنا هذا الذي تهيمن عليه القيم السائدة بغاية الايقاع القصد الانسان في الغلط فيصبح بدوره كائنا مغتربا مستسلما للجاهز و المالوف عبرة عن دولاب في الآلة يركب هنا وهناك.فمن هنا دعوة الى الانفتاح على الواقع و الوعي بمغالطاتنا و البحث عن الاصل والفصل .
وبالتالي من خلال التمعن في المبحث الجينيالوجي فالله وهبنا عقلا على نفس القدر من التساوي لاعماله واحكام التصرف فيه .فعقلك ممكن ان ينفعك وينفع غيرك في حين يمكنه ان يضرّك و الحاق الضرّر بالآخر اي بامكانه تحقيق المنفعة للمجتمع والفرد من ناحية و ارتكاب الفواحش و الجرائم في حق الغير ."كون الانسان محكوم بالمعيّة اي وجد بالضرورة مع الآخرة فحتّم عليه تقديم مصلحة الآخرين على حساب مصلحته ،فالانسان كي يعيش وحيدا ام ان يكون كائنا متوحشا او الاه كاملا و بما انه لا هذا و لا ءاك فهو انسان مدني بالطبع."
اذا آمنوا انته باعمال عقلكم يمكنكم تغيير الواقع الذي تحكمه ارادة الهيمنة و السيطرة و الفؤاد فلذلك تمسّكوا بهذه الفكرة ولا تياسوا .اذا كالعادة اطلع الحديث ولكن اعبر عن مابداخلى و تصبح الصورة اقرب الى ذهن القارئ غير ان هناك حاجة الى مزيد من استعمال العقل للإستيعاب .
هذا مايسمّى بإعمال العقل اولا؟
يمكنكم النقد والسؤال و النقاش ولكن على باب المنطق .thanks love you guys❤❤

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 12, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قوة امرأة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن