ڤيوليت

156 52 37
                                    

(5)

(After 5 years)
(Kingdom of Sandnia)

"اللعنه على هذا الصداع"، وضعت راحة يدي بجانب رأسي ادلكه برفق، الصداع ينهش رأسي بشدة، لم أستطع النوم الليلة الماضيه، ابتعدت عن النافذة و توجهت نحو السرير، ألقيت جسدي عليه و تأملت سقف الغرفه بشرود، أنا لست على ما يرام، أشعر بالحزن و التعب، قلبي يؤلمني بشدة، أفكر فيما مضى و فيما سيحدث لاحقا، اصبت بالأرق، لا أستطيع النوم، أدمنت الوحدة بشكل مبالغ فيه، أصبحت مدمنه لهذه الغرفه الصغيرة المظلمة و الموسيقى الخافته التي اسمعها يوميا وحدي، أصبح روتين حياتي ممل، أريد التخلص من كل هذا





رفعت رأسي بخوف عندما سمعت باب الغرفة يفتح لأول مرة منذ ان تم حبسي هنا قبل خمس سنوات، كانوا يقدمون لي وجبات الطعام بانتظام باستخدام الانتقال الآني، انا متأكده انه احد سكان مملكة بيرنا، فهم الوحيدون الذين يستطيعون الانتقال و نقل الأشياء آنيا، اغرورقت عيناي عندما رأيت تلك العجوز تغلق الباب خلفها و تتقدم نحوي بخطى ثابته و ابتسامه جميلة على ثغرها







صحيح أنني امقتها بعد الذي فعلته بس في تلك الحادثه ولكن ان أرى إنسان، شخص غيري في هذه الغرفه دفعني للبكاء، للشعور و كأن الألوان قد عادت لعالمي الأسود، و كأن المصابيح قد أنيرت في قلبي بعد قرون من الظلمه، أقتربت مني و عانقتني بحرارة، و أستمرت طويلا، على الرغم من رغبتي الجامحة في مبادلتها العناق في هذه اللحظه، إلا أنني لم استطع فعل ذلك، فقط ظلتت بين ذراعيها ابكي بصمت











أبتعدت عني قليلا و مازالت يديها على كتفي "هل انتِ بخير"، سألتني بقلق و هي تتفرس وجهي بملامح حزينه ولكنها أقرب للشفقه، الشفقه... كم اكره هذه النظرات، لهذا أكره ان اظهر ضعفي أمام الناس، أن اعرض مشاكلي امام الغير، لانك لن تتلقى منهم سوى البعض من هذه النظرات المقرفه و بعض عبارات المجاملة الكاذبه، ما الذي قدمته لي طوال الخمس سنوات المنصرمه؟؟؟كانت تستطيع فعل أي شيء لإخراجي من هذا الجحيم، أقل ما تقدمه كان أن تحدثني قليلا بين فنيه و أخرى للتخفيف عني، و لكنها لم تفعل شيئا!!،والآن تأتي بكل وقاحه و تسأني إن كنت بخير













مسحت دموعي ثم ابعدت يديها عن كتفيّ بنفور، " وهل يعنيك ذلك حقا؟؟، فلنفترض بأنني لست بخير ما الذي ستفعلينه حينها؟؟، ماذا لو اخبرتك انني غارقه في الحزن و الوحدة؟؟؟، هل ستقطعين ضلعا من سعادتك و تهدينه لقلبي الضائع؟؟؟، أم ستتركين كل من خلفك و تخنقين وحدتي بحضورك؟؟"، قلت لها ببرود و لوم











لم تنبس العجوز بكلمة واحدة، زفرت الهواء بقوه و سالتها " أين طفلي؟؟" ، تسللت علامات التوتر و الخوف إلى وجهها و قال بارتباك " لهذا انا هنا، عليك مرافقتي، الملك يطلبك، الأمر يخص صغيرك سيدتي" ، قفزت من مكاني و جريت نحو الحمام، اغتسلت بعجلة و ارتديت اول ما وقعت عيناي عليه، فستان ناعم احمر اللون و بأكمام منفوشه، لم أكلف نفسي عناء تسريح شعري الطويل المُهمل لسنوات أو النظر لوجهي ، وقفت أمامها و قلت بلهفه " انا مستعده هيا بنا"، شعرت بدغدغه لطيفه في قلبي عندما خطوت أول خطوه خارج الغرفه، انه شعور الحرية، انا سعيدة جدا، سأرى طفلي مجددا











لُغز ساندنيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن