الفصل الأول/ عاشقي المخاطر

1.1K 19 0
                                    

" بداية الميتة "
_________________________

قبل تسعة و عشرين عاماً

أقتربت " جنات " من الغرفة رقم 57 في فندق سميرميس في مدينة جاردن سيتي الذي تم إعادة بناؤه عام 1974 م ، دقت علي الباب بهدوء و لحظات قليلة و فتح صاحب الغرفة الباب لها و كان قد ظهرت عليه علامات الغضب و هو يمسك بالهاتف الأرضي في يده و يضع السماعة علي أذنه ، و لكن ما أن رآها حتي صمت و ظلت عينيه تتجول علي تلك الجميلة أمامه التي ترتدي ملابس العمل الرسمية و التي تناسبها بشدة ، فستان قصير من اللونين الأبيض و الأزرق بالإضافة الي قطعة بيضاء تصل الي ركبتيها و بدايتها مرتبطة بخصرها .

خجلت جنات من نظراته إليها لتتحدث و عينيها مثبتة في الأرض :
- أنا جنات من خدمة الغرف ، ممكن أدخل أنضف الأوضة ؟

تحدث كامل عبر الهاتف و مازالت عينيه مثبتة عليها :
- هكلمك بعدين يا محمود

وضع السماعة في الهاتف ، ثم فتح الباب علي مصرعيه و أبتعد عنه قائلا :
- أكيد أتفضلي

دلفت جنات الي الغرفة في خجل و بدأت في ترتيب الفراش و تغيير الأغطية ليتحدث كامل بهيام :
- أنتي شغالة هنا من أمتي يا جنات ؟

لم تلتفت إليه حرجاً منه و لكنها أجابته بصوت يكاد يُسمع :
- ده أول يوم ليا

أقترب منها ليقف خلفها تماماً و مد إليها يده بإبتسامة جميلة معرفاً عن نفسه :
- أنا كامل السعيد شريك في الفندق هنا

شعرت به خلفها و أنفاسه قريبة للغاية منها ، فألتفتت له ببطء ، ثم نظرت الي يده التي أمامه ، ثم حولت أنظارها الي عينيه ليتحدث بتشجيع ينتابه بعض الحرج :
- مش هتسلمي عليا ولا ايه ؟

هزت رأسها بالنفي سريعاً و مدت يدها وضعتها في يده ليشعر بنعومتها بداخل يده ، و تحدثت هي بنفس النبرة التي تشبه الهمس :
- أنا أسفه مش قصدي

هز رأسه مع أبتسامته الودودة قائلا :
- متتأسفيش مفيش حاجة

نظرت الي أيديهم بحرج ليفهم نظراتها و يترك يدها لتكمل هي عملها فتحدث هو :
- أنا هسيبك تنضفي الأوضة براحتك عن أذنك

أمسكت بالغطاء و ضمته الي معدتها و هي تنظر له يسحب جاكيت بدلته و يرتديه ثم أغلق الزر ، ثم أمسك بقبعته السوداء و وضعها علي رأسه ، و أقترب من حقيبته الدبلوماسية السوداء و أخذها و خرج من الغرفة مغلقاً الباب خلفه ، لتبتسم هي بحب ، فلقد شعرت بتلك الفراشات في معدتها و بدقات قلبها التي كانت أعلي من صوتها ، و لكن هيهات من هذا الشئ الذي كانت والدتها دوماً تحذرها من أن تقع في شباكه ، تذكرت كلمات والدتها عن الحب ، كانت عادةً لا تقتنع بحديثها و تتمني أن تقع في الحب ، و لكن أصبح الأمر مستحيل فهي خادمة في فندق هو أحد شركاؤه ، أصبح الحب مستحيل !!

***
الآن

ابنة الوزير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن