" سيأتي والدك آخر الشهر " أردفت والدتي بِنبرة جافة بعض الشيء و قلّبت الصفحة بأناملها بِبرود و هذا كافي لِيجعلني أتوتّر و أقلق بِشكلٍ غريب لكنّي أخفيت ردة فعلي خلف ملامحي الهادئة و الباردة و همهمت بِغير إهتمام
رفعت نظرها نحوي و مسحتني بِنظرة خاطفة و أفهم هذه النظرة و أفهم هذه اللمعة بِعيناها ، شفقة ، حُزن ، استغراب
تنهّدت بِإنزعاج و نهضت من مكاني لأنّني أكره هذه النظرة على عيناها و على عيون الجميع لمَ عليّ دائمًا أن أكون المُثيرة لِلشفقة و الحزينة و البائسة ! مررت يدي بِعُنف داخل شعري الكستنائي و أبعدته عن وجهي
" سأتأخر " قلتُ بِنبرة هادئة و إنحنيت لِأحمل حقيبتي و خرجت مُتجاهلة لِصوت والدتي تتمنّى لي يومًا لطيفًا ، هه مُضحك كيف سأحصل على يوم لطيف و ذلك المُختل المدعوّ بِوالدي قادم بِغضون شهر ، أشعرُ بِمطرقة تضربُ قلبي بِعنف و صوت مُزعج داهمَ عقلي المُزدحم
أخذت أمشي بِشرود بين الطرق لا أدري إلى أينَ أذهب حتمًا كُلّ ما أُريده هو الإبتعاد عن هذا العالم المُظلم ، جلست على إحدى الكراسي بداخل المُتنزّه القريب من المنزل اتأمل الأطفال يركضون هُنا و هُناك و كم أتمنى أن أُصبح مثلهم خالية من الأفكار السلبية و قلق و التوتّر و الحُزن هل كلّ ما أُريده هو اللعب مثلهم ؟
رأيتُ أقدامًا تتجه نحوي لِتجعلني أرفع رأسي لِأرى صاحب الحذاء السوداء ،
تقدّمَ و جلس بِجانبي قاطبًا لِحاجباه بِجديَة و مدَ يده إلي حاملًا لِقطعة حلوى مُغلّفة بِشكل لطيف
" أظنّك تحتاجينَ لِهذه " قالَ بِنبرة خافتة و جديّة لِيجعلني أُقهقه على حركته اللطيفة بينما أخذ منه الحلوى و اتأمّلها
" كيفَ علمتَ بِأنًني هُنا ؟ " سألته بِشرود و عيناي تمسحُ شكله اللطيف مرّارًا و تكرارًا" لا أدري فقط وجدتك هُنا " قالَ بِهدوء و نزعَ نظّارته الذهبية و مسحَ وجهه بِتعبٍ واضح كما أنّه أكثرَ هدوءً على غير العادة و ملامحه ذابلة هل أشعرُ بِالأسى عليه أم على حالي ؟ لا أدري فقط نفسي مُضطربة و كثيرًا
أعاد وضع نظارته و رمشَ عدّة مرات وكأنّه يستعيد تركيزه بينما اتأمّله بِشرود لمَ عليه أن يكونَ مثاليًا لِهذه الدرجة ؟ رموشه الطويلة السوداء و عيناه العسلية و شفتاه الصغيرة و تِلكَ الشامات التي تجعله أكثرَ جاذبية و تزيدُ من هالته المثالية ، مالذي تقولينه كاسي ! أنتِ لا تهتمينَ لشيء
شعرَ بِنظراتي المُثبتة عليه لذا أدارَ رأسه تجاهي و رمقني بِنظرة مستغربة كما أنّه أخذَ شفتاه السفلية داخلَ فمه و يُمكنني معرفة بأنّه يقوم بِالعض عليها لِسببٍ أجهله هل هذه إحدى عاداته ؟
أنت تقرأ
𝚍𝚢𝚕𝚊𝚗 | دايلن
Teen Fictionما أنتَ بالضبط ؟ أنتَ غريب و جدًا تجعلني أُفكّر و أُفكّر !! تجعلني عالقة داخل دوّامة لا نهاية لها !