ماذا بك، هل إنتشلت منك الأيام دوافع بهجتك، وإخْتَلست مبسمك الخلاب، وأرغمتك على أن تكون ذا وجهٍ كالِح، وألزمتك أن تجهش بالبكاء في منتصف الليالي، ولا أحد يعلَمُ بذلك إلا وسادتك، وتردد قائلًا:
إلى متى سيدوم ذلك الألم،إلى متى ستدوم هذه الأيام القاسية،
هل دُمِرتَ إلى أن أصبحت حطامًا على شكل رماد ؟
أريد أخبارك يا صاحبي وإن كنا لا نعرف بعضنا البعض جيدًا،بأن الله معك دائمًا، وسيعيد إليك بهجتك، ومبسمك الخلاب، ولن يجعلك كالِح الوجه، ولن تبكي بشدة كل ليلة، وثق بأنه يعلم بتلك الليلة التي ظننت بأنها آخر ليلة لك من فرط الأسئ فيها ومن كثرةِ البُكاء، وكن على يقين بأنه حتمًا سيغير أيامك للأفضل، وهو يعلم بكل مابك، فقط تقرب منه أكثر،ألتجئ لهُ أكثر،إذكرهُ أكثر،وأعدك بأنها ستُحل جميع أزماتك..﴿وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسٰنَ وَنَعلَمُ ما تُوَسوِسُ بِهِ نَفسُهُ وَنَحنُ أَقرَبُ إِلَيهِ مِن حَبلِ الوَريدِ﴾ [ق: 16 - 16]
٠٢