خلف تلك القضبان
...وجدْتني...الأحد،في ألمانيا، وتحديداً في برلين في قصراً من أفخم القصور هناك، كانت تلك السيده تبكي أمام ذلك النفوذ المتشكل على هيئة البشر، لم يأبه لها بشعرها الأشقر الذي غزاه البياض ولا لعيناها التي تحولت من الأزرق للأحمر بسبب البكاء على أبنهما المسجون:ولكن أرجوك ياعزيزي أنه أبننا الوحيد، وأيضاً متأكده أنه لم يخطئ بشيء.
تحركت مقلتيه لتثبت على عينا زوجته، ليقول بصبر:أنه مخطئً يامرينيت، لاداعي بأن تتستري عليه بعد اليوم، لقد تم القبض عليه بتهمه حيازة المخدرات هناك، ماذا تعتقدين انه كان يفعل اذاً بأنقره؟.
أطرقت برأسها وقالت محاوله عدم تصديق ذالك عن إبنها:ربما كان يقابل أصدقاءه هناك و..
قطع حديثها ألبرت بقوه:يكفي يامرينيت "وقف ألبرت" على كل حال لقد تم إعلامي اليوم بأنه عاد للشجار بالسجن وقد تدبرت أمره.
وقفت مارينيت وقالت:هل تظن بأن سيفدا ستقوم بعملها المطلوب؟.
ألبرت وهو متجه للباب:بالطبع فهي من تربيتي، ولا خوف عليها.
أختفى ألبرت عن أنظار زوجته وتنهدت الأخيره قائله:اه، أتمنى أن تكون سيفدا قويه وأن تجمع المعلومات ألازمه عن ذاك المعتوه جوزيف وأن تظهر براءه كارل.
أتجه ألبرت لغرفه قريبه منه، دخل بعد أن سمع أبنة أخيه تسمح له بالدخول بعد طرقه، وقفت سيفدا بعد أن كانت على الكمبيوتر مرحبه بعمها
:أهلاً وسهلاً بك عمي، تفضل.
أجلسته على الأريكه وجلست أمامه، تحدث ألبرت:هل أنتي جاهزه؟.
هزت سيفدا رأسها وأبتسمت:طبعاً عمي اعتمد علي.
ألبرت بصرامه:أنتبهي لنفسك فأنتي في سجن، أريد كل المعلومات ألازمه عن جوزيف وأريد أن تعرفي أعوانه، وأن تحبطي جميع صفقاته الممنوعه داخل السجن ولا تسمحي بأن يصيبو كارل بأذى، كل ماعليكي فعله هو مراقبة تلك المافيا وأذا سمعت بأنهم يريدون أذيته تخبري الشرطه أو تخبري كارل نفسه فيتدبر أمره.
أنهى كلامه وضم سيفدا أليه وهو يقاوم أن لا يبكي، فهو سيلقي أبنة أخيه الوحيده فالهلاك،الشيء الوحيد الذي يطمئنه هو أنها مخابره سريه، لابد انها معتاده فهذا عملها، ولكن هاذه المره مختلفه، فستكون في أخطر السجون في تركيا وفي غربه، وأيضاً ستكون في هيئه رجل، أجل رجل لأن ذلك السجن فقط للرجال مع علم رجال الشرطه بذلك ألا أن ألبرت قلق بشأن سيفدا، على عكسها تماماً فهي متحمسه لتلك المغامره، بأتفاقها مع رجال أمن السجن، ولكن في داخلها قلق على أن تصل متأخره لأبن عمها الذي وضع أماله عليها، وقلق أكبر من مصيرها في لقاء جوزيف المجرم الذي أصبح مراقب من جميع الجهات، وكيفيه جمع المعلومات عن صفقاته المهربه خارج وداخل الزنزانه، أبتعدت عن صدر عمها وابتسمت لتلطف الجو:عمي طائرتي بعد نصف ساعه، علي الذهاب أعتني بعائلتي ومارينيت.
مسح ألبرت على رأسها وهز رأسه وخرج ليخبر العائله بأنها ستذهب الأن، بعد الوداع بالدموع من أبويها والدعاء من مارينيت لتثبت براءه أبنها المعدومه، ذهبت سيفدا للمطار فالساعه السابعه مساءً وانطلقت نحو مصيرها المجهول في مدينة أنقره........
الثلاثاء، أستيقظت سيفدا فالساعه ألثامنه صباحاً وهي مخلوطه بأحساسين بين الخوف والحماس، لمهمتها الخطيره التي يملؤها السجناء بجميع أنواع التهم أقساها ألقتل، ستذهب أليوم للسجن بعد أن انهت جميع أوراقها المزوره من الشرطه، أرتدت ملابس السجن التي أعطوها رجال السجن بالأمس، أنها واسعه وهذا جيد وتحتها أيضاً مشد خصر ولاكنها وضعته على صدرها كي تخفي بروزه أكثر مشطت شعرها العباره عن باروكه تصل لأسفل الأذن تم تثبيتها من المصففين بالون البني الكثيف، تحته يقبع كنزها الذهبي الذي يصل لخصرها، ألصقت الشارب واللحيه الذان بنفس اللون، فأصبح شكلها مكتمل ألا بشيء واحد وهو عيناها ألفضيه الغريبه، أرتدت عدسات باللون البني أيضاً فأصبح شكلها يوحي بأنها رجل، ألا أن من يمعن النظر في ملامحها يقطع يديه ان كانت رجل، فسيفدا تتمتع بجمالً ألماني جريء بعينيها الفضيه الواسعه ألى شعرها الأشقر وحاجباها المرسومان وشفاها الورديه الممتلئه، وجسمها الممشوق وأنفها الحاد ورموشها الكثيفه، أقل مايقال عنها فاتنه أرتدت حذاءها وخرجت متجهه للسجن.....
دخلت من تلك البوابه الضخمه المليئه بتلك الأشواك الحديديه، وخط كهرباء لعدم هروب السجناء فوقها أكثر من عشر رجال مسلحين فقط على البوابه، برفقتها رجل أمن أوصلها لمكتب المدير تحدثت معه وأتفقا على كل شي تقريباً لكن المدير صدم عندما قالت سيفدا:أريد أن أكون بنفس زنزانه كارل ألبرت، هل يمكن هذا؟.
رد المدير:لكن كارل يمتلك رفيق بالفعل في زنزانته.
سيفدا بأصرار:أخرجه وضعني بدلً عنه، يستحيل أن يكون السجن مزدحماً لدرجة انه لايوجد غرف أخرى، أليس كذالك!.
هز المدير رأسه:حسناً، لابأس لكن انتبهي لنفسك.
ابتسمت سيفدا:لا تقلق أيها المدير، شكراً لك.
وقفت سيفدا عندما أشار المدير لرجل الأمن فذهبت معه للقاء أبن عمها، كل غرف السجناء في الطابق الثاني بينما صاله ألطعام في الأول وهناك أيضاً صاله لعب لكرة القدم في ساحه تبعد عن السجن قليلاً لكنها في نفس السور، عرفت سيفدا أيضاً انهم يبقون خارج زنزاناتهم من الساعه السابعه صباحاً ألى الساعه التاسعه مساءً بعدها يتم حبسهم داخل زنازنهم، لكن كل يوم أحد يتم تفتيش غرف السجناء وعدم أدخالهم ألا الحاديه عشره ليلاً، وصلت سيفدا لتلك الغرفه صاحبة الرقم156 سألت سيفدا قبل دخولها رجل الأمن:أين السجناء إلان؟؟.
الشرطي:أنهم في قاعه الطعام.
سيفدا بأستغراب:هل يستطيعون أن يخرجوا وقت مايشاؤن؟.
الشرطي بأبتسامه:بالطبع لا، نغلق الباب عليهم ألا ان ينتهون من طعامهم بعدها يخرجون لساحه العب، ويقضون معظم وقتهم بين الطعام و هناك الا ان يكون وقت النوم.
هزت سيفدا رأسها:حسناً، شكراً لك.
دخلت سيفدا زنزانتها مع أبن عمها الذي سيكون في الغالب في صاله الطعام ألان وأخذت ترتب سريرها العلوي وغيارها الوحيد من الملابس من غير ملابس السجن،انتظرت لمده طويله قبل أن تخرج من زنزانتها، حاولت معرفة الوقت ولكنها للأسف لاتمتلك ساعه ولا حتى هاتف، نظرت ملياً فالجدار خلال مشيها مع الشرطي، ذلك الجدار الرديء القديم المخيف، ولكنه ليس بقدر خوفها من أولائك الذين يجلسون خلف ذلك الباب المغلق، وقفت امام الباب على يمينها الشرطي الذي يفتح الباب الضخم المؤدي لغرفة الطعام، اخذت نفساً عميقاً وهي تردد داخلها أثناء فتح البوابه، أنتي لها ياسيفدا أنتي لها، كادت تتراجع حقاً عندما رأت أشكال السجناء، وجوه لاتكاد تراها من كثرة الوشوم عليها، وعمالقه يكادون يتلامسون بالسقف، والمخيف إنهم جميعاً التفوا للباب، وكل الأنظار أصبحت عليها، عرفوا أنه سجين من ملابسه فتجاهلوا الأمر، ولكن البعض ينظر لهذا السجين بفضول، تحركت للداخل بعدماأغلق الشرطي البوابه، فأصبحت أعظم أمانيها رؤية كارل، أصبحت تبحث عنه بعيناها الواسعتين، وسرعان ماأنفرجت أساريرها عند رؤيته على طاوله كبيره محاطً برجالً كثر، تقدمت بسرعه نحوه ووقفت أمامه مباشره على وجهها أبتسامه فاتنه بالنسبة لرجل، وكل من فالطاوله توجهت أعينهم نحوها، نظر لها صاحب العينين الزرقاء ولون الشعر الأشقر الذي يتشاركه مع سيفدا، عقد حاجباه بأستغراب لهذا الولد الواقف أمامه ماذا يريد!، حاولت سيفدا تخشين صوتها والحديث معه بالألمانيه:مرحباً أيها الوسيم، كيف حالك؟.
استغرب كارل أكثر من لغتها ورد عليها:أنا بخير، ولكن من أنت ايها الصغير؟؟.
أبتسمت سيفدا وقالت:ألم تعرف ابنة عمك الصغيره ياهذا؟!.
وقف بصدمه جليه وصرخ:ماذااااا، حقاً!!.
ضمته بقوه وشوق:أنا هنا في مهمه خاصه، أشتقت أليك ياعزيزي.
أشتد كارل في ضمها له بحب أخوي ولا زالت الصدمه في وجهه:أشتقت لكِ كثيراً حقاً كثيراً، ولكن ألا تعلمين ان هذا خطر؟.
تكلمت وهي تنظر للجميع الذين ينظرون لهم بأستغراب:كارل اذا بقينا هكذا سيشك الجميع بأمرنا.
أبتعد كارل عنها قليلاً بينما كانت يده تعتصر يدها الصغيره والتف لمجموعته التي تعتبره بمثابة قائدً لها، وقال بالتركيه لأن الأغلب هنا تركي الأصل وهو يتقن اللغه:ياأصدقاء، هذا قريبي هنا ياله من حظ، لقد أجتمعنا في نفس السجن.
أبتسم بخفه وهو ينظر لها بينما هي بادلته الأبتسامه تحت تفاجأ الجميع:وفي نفس الزنزانه أيضاً ياصديقي.
تهللت أساريره بعد قولها هذا الكلام وضحك فرحاً وتحدث بالألمانيه:اذاً سنكون وحدنا اليله وستخبريني كل شي عن مجيئكِ المفاجئ هذا.
هزت سيفدا رأسها وتحدثت بالقليل من التركيه لتلك ألمجموعه:مرحباً ياشباب، أنا جونيور بأمكانكم مناداتي بجوني، أنا ألماني واحد أقرباء كارلوس، أيضاً اعذروني فأنا لاأتقن التركيه كثيراً.
أنهت حديثها بأبتسامه لطيفه جميله، ونظرت بأعين أبن عمها، الذي بدوره أبتسم لها بحب أخوي، من ينظر لهما لوهله يظن بأنهما حبيبان أو حتى شواذ، لم يعرفوا أنه بمثابة أخيها الذي لم تنجبه امها، تحدث احد أفراد المجموعه بجرئه:ولكن ياكارل، هل أنت متأكد انه احد أقربائك ام يكون حبيبك.
أنها الأخير جملته بضحكه ساخره مازحه، بينما صرخ به كارل: علي، اخرس.
تجهمت ملامح علي وصمت، لم يتجرأ أحد ان يسألها لما قد دخلت السجن أو ماهي تهمتها، فقط صمتوا بينما كان كارلوس وسيفدا يتبادلان الحديث بالألمانيه، مع قليلً من الحديث مع المجموعه،
الساعه 10 ليلاً تجهمت ملامح كارل وصرخ بسيفدا:هل أنتي مجنونه، جوزيف! سيفدا لاشأن لكِ بعلاقتي مع ذلك الرجل، فقط أنا أرجوك أن تنسحبي بهدؤ، أرجووكِ.
حاولت أن تصبح جديه:كارل عزيزي هذا ليس حديثاً تحدث به فتاةً بلغت20من عمرها، أنا اعمل في هذا المجال من عام، وقد أتقنت عملي، وانا هنا في مهمه لأحباط صفقات جوزيف وأظهار برائتك، ولن أخيب ظن عمي ووالدتك بي، هل تفهم هذا؟.
كل مافعله كارل هو السكوت، فهو يعرف سيفدا جيداً، ولكن هل من الجيد أن تتعامل مع ذلك المجرم القاتل؟..ماذا سيحدث ياترى؟؟
أنت تقرأ
{خلف تلك القضبان وجدتني}
Adventureجاسوسه فاتنه، تضطر لترك بلدها والذهاب لأكثر السجون خطوره في أنقره، لتجمع أدله تدين أكبر المهربين بالعالم، وتساعد أبن عمها للخروج من الكمين، ولكن الحماس عندما تتنكر بزي رجل، فهل ستنج في مهمتها ياترى؟؟؟!!!.