الفصلُ الأول

153 39 90
                                    

يصبح الانسان خطيرا عندما يتعلم كيف يتحكم بمشاعره
~~~~~~~~~••••••••~~~~~~~~~••••••~~~~~~~~

في عيادةٍ زهرية اللون ذات الأسرّة البيضاء كنتُ أتواجدُ أنا لـحقنِ الإبرة في وريدها،كانت تنظر لي بـتلك النظرات الخائفة وكـأنها وقعت بين خيارين،

إما ان تتألم مدى الحياة أو تتألّم لمدّة ساعة واحدة،هي تعلمُ جيدا إنها ستتألم في كِلا الحالتين لكن في الوقت ذاته تعلم إن الألم الاول لن ينتهي على عكس الآخر الذي سينتهي عاجلاً أم آجلاً.

وخلال تركيزي في وجهها لكشف خفايا أساريرها بدأ كُل شئ يتلاشى رويداً رويداً لأنتقل من عالم الوهم الى الواقع جراء نداء تلك القابعة امامي لي لاحرّك رأسي نحو الجانبين مغمضة عيناي بـقوّة من اجل إستعادة تركيزي المتملّص

"حضرة الممرضة،هل تسمعينني؟!" سألتني بـصوتها المتهدّج_المرتعش_ذاك دلالة على خوفها العارم من حقن الإبرة لأجيبها بـسكينة قائلة

"لا تقلقي يا فتاة فـ تحمّل الألم لمدّة ساعةٍ واحدة أفضل بـكثير من تكبُّدِهِ لمدة الف ساعة،ثقي بي ولا تخافي أبدا"

رمقتني بـنظراتها الخائفة تلك لأجد بـإن مزيجا من الخوف والغموض غاصا في مقلتيها الخضراوتين لأعقد حاجباي بـعدم فِهم،أيعقل بـإن الإبرة تخيفها الى هذه الدرجة؟!

"هل هنالك ما يجب أن اعرفهُ يا فتاة؟!" سألتُها بـقلق وإرتياب لتطأطئ راسها نحو الأسفل تألّما وتأسّفا وما إن أرادت ان تنبس بـكلمة حتى داهم العيادة مساعدي صارخا

"حالة طارئة قرب البحيرة يا حضرة الممرضة،نحن في عجلة من أمرنا"

وما إن أكمل جملته حتى وضعت الإبرة جانباً لألتقط حقيبة الأدوات خاصتي قائلة بـعجلة"ساعود قريباً،لا ترحلي"

كانت تلك هي آخر جملة وجهتها الى الفتاة لتبتسم لي بـطريقة مريبة أرجفت أوصالي ومن ثم أوقفتني قائلة بـنوعٍ من الأسف والقناعة في الوقت ذاته

"أنتِ محقة يا حضرة الممرضة فـالتالّم لمدة ساعة واحدة أفضل بـكثير من التألّم مدى الحياة"

أرسلتُ لها إبتسامة ودودة ومن ثم هرعتُ نحو الخارج أجري خلف مساعدي بـعجلة متجهين نحو البحيرة لتجري خلفي خصلاتي الحمراء المتطايرة

واللعنة ألن يتوبوا فتيان القرية يوماً ما ؟! ألن يتركوا اللعب بالقرب من البحيرة؟! سأجنّ بسببهم لا محالة فـ في كل يوم يصابون بـإصابات بليغة أحرجُ من السابقة جراء طيشهم في هذا الزمن

توقفتُ فجأةً لأضع الحقيبة على الأرض جاعلة من مساعدي يتوقف كذلك يطالعني بـإستغراب إلا إنني لم اكترث له البتة.

إنتزعتُ رباط الشعر خاصتي من يدي لأبدأ بـلفّهِ حول شعري جاعلة منه على هيئة ذيل حصان ومن ثم ألتقطتُ حقيبتي من جديد لإكمال الطريق بينما انهج _الهث_ بـعنف،صحيح إن البحيرة قريبة من عيادتي إلا إن الطريق يصبح طويلاً للغاية حينما تكون هنالك حالةٌ طارئة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 26, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مـا تحتَ الأجداث( متوقفة مؤقتاً)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن