ذات مرة

4 4 0
                                    

ذات مرة في المدرسة .. اخبرني المعلم انني سأكون يوما ما مهمة كثيرة ، سيكون لدي مستقبل باهر،  فسني الصغير لا يتماشى مع أفكاري ، لا يتماشى مع ضروفي .. اخبرني انني كبيرة ، ومكاني ليس هنا! لقد ابتسم لي وأهداني قلما .. بينما جميع الطلاب بدأو بالتصفيق .. وكان محتم علي ان ابتسم اثناء عودتي الى مقعدي  ..
كنت مجبرة على عصيان ثغري الذي عاهدته انني مهما جرى،  لن اخون ..
احتفظت بذلك القلم في درج مكتبتي...
ثم نظرت الى يدي .. صغيرة للغاية هي لا تستطيع ازاحة هذا الكم من الدموع عن خداي الباردتان ..
بينما رفعت رأسي نحو المرآة .. ورأيت طفلة
لازلت طفلة .. انا لم أكبر بعد يا ابي .. لم انضج يا امي .. كل المشاهد التي مرت علي كان محتم ان اراها .. وكل الليالي التي ختمتها بالنوم .. كان مقدرا ان اجهز سهرة مناسبة لي ولها،  وليست كأي سهرة .. لقد رقصنا انا والأرق كثيرا اثنائها بينما الجميع نائم .. على انغام فريدة من نوعها .. ابتسامتي كانت دمعة ..
وكنت عندما اقف على حافة الانهيار .. اصبح مجنونة ، تلك الفتاة التي تحاول تعويض ما فاتها وما تعيشه الآن،  تصبح تافهة جدا .. ينفر منها كل الناس ويضحك عليها .. لا تعرف متى يأمرها الحنين بالإنصراف... لقد حنت للهدوء،  وعادت أدراجها.. لقد حنت لحقيقة كونها .. فتاة يغمرها البؤس ليست رائعة بذلك القدر الذي يجعلها تكون محبوبة لديها العديد من الأصدقاء ..  بل لا افضل ان اكون كذلك ، سئمت من لعب دور صديقة البطلة في كل مرة .. سئمت ان اكون احتياطا موجودا دائما،  متى ما يرغبون بالترفيه عن انفسهم .. يلتقطون صورا تذكارية معي.. مرة في العام، أشحت بنظري عن المرآة .. ثم التقطت كتابي وجلست على سريري اتدثر بلحافي جيدا .. كنتَ قاسيا .. ولقد دمرت كل شيء 

 ولقد دمرت كل شيء 

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
رسالةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن