كان لقائنا بعد انتظار طال وشوق اكتنف قلبي .. وطأت قدماي أرض مدينتنا وفارقت عيناي القطار وهو يستعد للعودة مجددا للأرض المنبوذة التي فرقتني عن حبيب الفؤاد ..
الرياح باردة للغاية في شهر ديسمبر .. ورؤيته من بعيد جعلت جسدي يتعرق ، كما لم يفعل من قبل .. لقد شعرت بالنيران تبتلع صدري ببطئ كلما خطا خطوة نحوي ، كلما وضحت عيناه اكثر وملامحه.. موقفا نادرا لم يكن له مثيلا في حياتي، لازلت اذكر كيف كان ينظر الي بضعف وانكسار .. نظرة يملئها الشوق و الألم .. وقف امامي وامتلأت عيناه بالدموع .. وحينها جذبته من ياقته الي .. و همست له بصوت مبحوح :تصبح ضعيفا للغاية عندما تشتاق الي ..
دمعة فارقت عيناه عندما اطال النظر الى عيناي .. ثم ابتسم وقال:
-ترحلين دائما رغم يقينك انني استمد قوتي منكِ !حرارة اللقاء .. بعد طول الانتظار