2

4.2K 280 57
                                    

ما ان خطت خارج منزلهم الفخم.. حتي ازالت نظارتها.. ناظرة للسماء.. تستنشق اكبر قدر من الهواء....تنعش روحها التي وجدت الخلاص الان
تبتسم للسماء لروح والدتها التي ردت اليها حقها.. الي تلك الضعيفة التي تخلى عنها حبيبها عند اول كرثة تقلب حياتهم رأسا علي عقب..

فقد اقسمت ان الحب ما هو الا ضعف كبير.. وخذلان اكبر.. حب جعلها يتيمة.. وجعل والدتها تعاني كل مر في هذه الحياة..
وجعل هذا الكائن المسمى بوالدها ان يتخلى عنهم.. وحجته الحب.. كل ما حدث في حياتهم بسبب الحب.. فالحب قتل عائلتها.. وهي ستقتل الحب..

تقهقر فاروق جالسا بانهيار علي الاريكة خلفه رافضا لمسات ندي..وقلق آدم..
ونظرات هالة.. التي قتلته دائما...

فالحب غريب..
تبتعد عمن تحب بحجة الحب.. وتقترب ممن لا تحب بحجة انه يحبك وتعذبه بهذا القرب بحجة الحب.. فاابعد والقرب في الحب عذاب.. يعرفه كل عاشق ملتاع..

اشار لهالة.... التي تبكي هذا الحال.. احبته وقلبه متعلق بأخرى..
يعيش معها حرفيا.. وقلبه هناك.. وروحه هناك..
روحها التي تيقنت من نظراته انها ماتت ما ان علم بخبر وفاتها.. لم الحب قاسي.. لكن ماذا تفعل.. فليس لديها سلطان علي قلبها.. الذي احب عاشق ظالم حنون..

اقتربت منه تحت ابتعاد ندى وآدم..

همس بألم وهو يفك عقده رابطة عنقه
-تليفوني.. تليفوني يا ناهد..

وبسرعة ذهبت لتحضره.. تحب تعجب الجميع.. من ندى الني لأول مرة ترى والدها بهذه الحالة.. وعقلها لا يصدق ما سمعت منذ قليل..
وآدم الذي يرى والده ضعيف.. فطالما كان هو مثال القوة والقدوة في حياته.. ذلك الوالد المثالي.. وهو أيضا عقله لا يستوعب كل هذا..
ومصطفي الذي يقف مساندا لحبيبه عمره..

وعمار الذي يربط بين كل ما كان يشاهد عحيبة تفعله في مطعمه بالاسكندرية.. فهي ملفته للنظر بجمالها.. وخاصة تباين اعينها.. ولكن ما لفته كان عملها الكثير ونوبات عملها الاكثر.. فهي تعمل وتعمل.. ان ذخب الصباح رآها صدفة.. وفي المساء يتغير طقم العمل ماعدا هي.. طالما تساءل من اين لتلك الفتاة هذه ااقوة للعمل كل تلك الشهور التي رآها هناك عندما مكث هناك ثلاثة شهور بسسب اعمالهم الكثيرة.. فضوله تجاه عملها الكثير كان كبيرا.. لكن لم يدفعه مرة واحدة لسؤال كديرها عليها.. لم يعرفها منذ قليل.. لانه لم يرها ابدا الا بملابس العمل.. غير ذلك لم يرها.. علم الان.. ماكان دافها.. ماذا كان يحركها.. فكان لها هدف.. ساعدها علي فعل المستحيل للوصول للنهاية..

جاءت ناهد سريعا.. واعطته هاتفه.. الذي امسكه بأيد مرتعشة.. وطلب رقم طالما حفظه عن ظهر قلب.. فهو كان حلقة الوصل بينه بين قلبه الذي تركه هناك...

لكن لم يحتمل فوقه الهاتف من يده.. وكان آدم من جثي علي قدميه وحمل الهاتف ووضعه علي مكبر الصوت ناظرا لاعين والده التائهة..

عجيبة.. بقلم Doctoritaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن