04

99 22 48
                                    


في الخارج كان الجو لا يزال جميلاً، نور الشمس صار أضعف لكنه لم يتلاشى بشكل كاملٍ بعد. الحرارة اعتدلت والهواء صار أخف وأكثر انعاشاً.

بعد أن خرجا من منزلها شعر تشانيول بنفسه أكثر راحة وعلى سجيته، ليس والدها من النوع الذي يشعر المرء معه بالتوتر إلا أن انفرادهما وابتعادهما عنه أشعرا تشانيول بحرية أكبر وأعطاه مساحة للتمادي قليلاً.

خطا بضع خطوات فقط قبل أن يبدأ بلهجة حذرة ليقيس قدر الاستجابة الذي ستبديها ..

"هل أحببت المكان هنا؟"

بإهمال للهجتها أجابت ..

"يبدو مملاً "

أضاف بعيون لامعة لنفسه و هو يرمقها دون أن تنتبه له ..

" كان .. "

وفي رأسه أكمل جملته ..ليس بعد أن أتيتي .. وكشّر بابتسامة عريضة كـأبله.

هي كانت تمشي وعيونها تقوم بمسح الطريق على كلا الجانبين كطفل تائه في المركز التجاري وهنا بدأ دور تشانيول كابن المنطقة الخبير و كـمرشد سياحيّ لا فائدة منه ..

أشار بإصبعه وذراعه الطويلة المفرودة بقصد جذبها إلى حديث ما ..

" هذا المنزل هنا تصميمه لطيف لكنه مهجور "

أضاف مقرباً و جهه منها بينما هي تمشي دون أن تعيره انتباهاً أو تركيزاً .. و بقصد إخافتها كما يظن ..

"والبعض يقول أنه مسكون .. وووه !! "

صنع بعض الأصوات مقلداً ما يظنه صوت شبح أو رياح مرفقاً المشهد بحركات قردة غريبة.

توقفت بريسا بحاجبٍ مرفوع وبتعابير تجمع القرف مع العجب وهي تراقب جسده النحيل يقوم بحركاته التهريجية والتي لا تقل فظاعةً عن فكرة العيش في منزل جدها العتيق وهذا الحي القديم.

لكنها عند نقطة ما وبعد أن بالغ بحركاته حدّ اللامعقول ولم يبقي على صوتٍ مريع إلا وقلّده وجدت نفسها تبتسم ببساطة واستسخاف وتتابع بعدها سيرها وهي تقول باستكبار مصطنع ..

"لا أؤمن بالأشباح .. ولا أخافها "

لحقها بحماس وابتسامة شقاوة جعلت من انتفاخ وجنتيه يعلو حدّ الضغط على أجفانه السفلى ..

"إذاً .. هل نقتحمه معاً ذات يوم ؟؟ "

كان يضطر للانحناء قليلاً كلما أراد النظر لوجهها بسبب فرق الطول ..

أجابته مركزة على الطريق أمامها ..

"لا بأبس .. فكرة جيدة"

توقف لهول الصدمة وبصوت عالٍ جهور و وجهه يشعّ بـفرحةِ عدم تصديق..

"حقاً ؟؟؟!!!"

EXO PCY _ TogoTat |✔| Fluffy حيث تعيش القصص. اكتشف الآن