الفصل الاول:
الفصل الاول:
اشتد ظلام هذا الليل الادجن كما استشرى صقيعه فى البدن الصغير المسجى بجوار الشجره الكبيره نسبيا التى تتطرف حديقه محا معالمها الجميله هذا الشتاء القارص ،تكورت الطفله على نفسها ولفت الشال المرقع البالى حول جسدها الضئيل لتحتمى به من هذه الرياح البارده التى تأبى ان تبتعد عنها دون ان تترك اثارها فى صدرها الضعيف ،فظلت تسعل حتى احمر وجهها وجدت من يحتضنها ويهدأها ،هدات بالفعل قليلا وتبسمت ناظره لرفيقه دربها متمتمه:
-لا حرمنى الله منك ياهدى.
-ولا منك حبيبتى ،لكننا لابد ان نذهب للطبيب الصيدلى الذى ساعدنا نمن قبل واعطانا دوائكى بدون اى مقابل .
تحدثت الصغيره بصعوبه وهى تحتمى بحضن صديقتها وذكرتها انهم سألو عليه سابقا ولم يجدوه،فاكدت هدى انهم لابد ان يسالوا مره ثانيه وثالثه حتى يعثورا عليه،فامثالهما من اطفال ضاله يتامى عندما يجدا من يحنو عليهما حقا دون اى اطماع او اغراض اخرى لا ينسونه ابدا،فالقط يظل ملاصقا لمن يقذف له بقطع من الطعام وقد يهجم عليه اذا امتنع ولكنه فى النهايه يظل قطا لا حول له ولا قوه لا يفقهه شئ سوى ما امامه ليسد به جوعه.
اسبلت الصغيره جفنيها لم تعد قادره على الكلام حاولت استغلال فرصه هدوء صدرها لتريح جسدها المنهك ،اتكأت هدى بجوارها لتجلس باريحيه اكثر وظلت تحيط بها بزراعيها ،كانت اعمارهم متماثله فى الثامنه من عمريهما ،وحيدتان كورقتا شجر تعبث بهما رياح الدنيا كما تشاء .
ارسلت الشمس اشعتها الاولى لهذا الصباح وداعبت حرارتها الطفيفه وجه الصغيرتان ،فتحت ساره عيناها بصعوبه وحاولت الاعتدال ولكنها كانت واهنه للغايه فلم تتمكن فساعدتها هدى التى زعرت ماان لمست يدها فقد كانت حرارتها عاليه للغايه وجسدتها يرتجف ،فاحتضنتها مره اخرى واخرجت من جراب تعلقه على وسطها النحيف هاتف جوال قديم وطلبت الرقم الوحيد الذى بيه وما ان رد حتى اخبرت من على الخط الاخر بتعب ساره وان يحضر سريعا ليذهبا بها الى الطبيب الصيدلى،
ثم اعادت الهاتف مره اخرى الى جرابها القماشى ،وهزهزت ساره قليلا واخبرتها ان محمد صديقهم فى الشقاء وحاميهم الدائم قادم اليهم بسياره تاكسى لصديق له يكبره فلم يكن من ساره سوى ان تتمتم لاحرمنى الله منك ابدا.
مرت نصف ساعه حتى اتى محمد يكبرهم بسبع سنوات يعرفهم منذ كانتا تبيعان علب المناديل فى اشارات المرور وظلا معا هم التلاث لا يفترقوا
لا يعلموا لما ولكن الفتاتان وجدتا فيه الامان والحمايه من الاطفال الاخرين اطفال الشوارع معهما والتى فاقت افعالهم اعمارهم بكثير فصاروا يضايقا الفتاتان ليس فقط فى سرقه قوت يومهما وما يجنيانه من بيع المناديل الورقيه ولكن ايضا بلمسات وتحرشات فاقت اعمارهم الصغيره ولكن هذه هى قسوه الشارع التى تقضى على البراءه وتحولها الى وحش كاسر،لم يقف بجوارهما سوى محمد ،والذى لم يلبث ان تعرف على شباب اكبر منه قليلا فوجدوا له عمل معهم كنادل ببار صغير ولكن مكسبه كبير واخذ معه الفتاتان يعملا ببيع المناديل فى نفس المنطقه ليكونا بالقرب منه.
انطلقا حتى وصلا الى الصيدليه المنشوده ،واخبرت هدى الطبيب بحال ساره وهو شاب بالسابعه والعشرين من عمره والذى اخبرهم بوجوب التوجهه بساره الى مشفى حميات فهى تحتاج ادويه ومحاليل واشراف طبى،فبهتت هدى فهما معدمتان تقريبا ولن يتمكنا حتى من دخول اى مشفى خاص اما الاخرى الحكوميه فلن يهتم احد بهما وتعطفت للطبيب ان يداويها باى من الدويه التى لديه ولكنه صمت ولم ينطق او حتى محمد فهما يعلمان ان تفكيرها الفطرى صحيح ،كما ان الادويه لن تفيها الان،نقل الطبيب نظراته بينهما وبين هدى التى تشبثت بيده تستعطفه ،فحزم امره وقرر تنفيذ الفكره التى جالت بخاطره
وبالفعل اغلق الصيدليه وسار امامهم بسيارته حتى وصلوا لمستشفى كبير هلعت هدى حين راتها وبهت محمد ولكنه طمأنهما ان له اصدقاء بهذه المشفى وانهم سيعتنون بساره لاجل خاطره.
*•*•*•*•*•*•*•*•*•**•*•*
أنت تقرأ
عشق لا يُنسى (مجموعة قصصية)
Short Storyكل حكاية حالة عشق منفرد، عشق لا تذيبة السنون ولا الهموم ولا تقاليد المجتمع القاسية مجموعة فتيات يشاء القدر ان يلعب بحياتهم الاعيبه فهل ينجحن ويكسبن ليفل واحد فقط امام القدر ام يكسبن اللعبة كلها.