الغريبه
كانت تجلس على صخره كبيره من الصخور المنتشره على كورنيش الاسكندريه ،مكانها المفضل اشعلت سيجارتها الرفيعه وشغلت سماعات الكبيره ووضعتها على راسها واغمضت عيناها تستمتع بالموسيقى الصاخبه باعلى صوت يفصلها عن العالم كله يبعدها عن اى واقع،اخذت نفس عميق لتشعر برائحه البحر ونسيمه الرائع البارد فى اواخر فصل الشتاء،تطاير شعرها حولها مثيرا غموض مطلقا اسهمه قى قلب الواقف يراقبها ،لم يحاول ان يحدثها ويقاطع هذا المشهد البديع هى بشعرها النادى المتطاير وغروب الشمس البرتقاليه كما ستغرب هى عن ناظريه بعد قليل،سيقترب هذه المره ويحاول تبادل الحديث معها ،اقترب بالفعل حتى اصبح فى مجال رؤياها،نظرت اليه غير عابئه ثم عادت الى بحرها بامواجه المتلاطمه مره اخرى ورزازه المتطاير عليها ،بعد مرور نصف ساعه حان موعد رحيلها نظرت لساعتها ،ووقفت وهى تنزع السماعات وجدته امامها بطوله المهيب ووجلت اكثر عندما سمعته يقول بثقه وابتسامه حانيه هادئه:
-المره الجايه تعالى من غير السماعات عشان اعرف اتكلم معاكى.
قالت بزهول:
-هو حضرتك تعرفنى قبل كده.
قال بنفس الثقه:
-غير انى شوفتك هنا قبل كده ،لا معرفكيش.
-طب عن اذنك لوسمحت.
ابتعد ليسمح لها بالعبور على الصخور حتى تصل لبدايه الكورنيش وتوقف اقرب تاكسى وتبتعد.
*************
فى الاسبوع المقبل بنفس المكان ونفس المعاد وجدها تجلس ، ولكن جلستها غريبه ليست الشامخه اللامباليه ككل مره،اقترب اكثر وجدها واضعه وجنتها فوق كفها الرقيق وتبكى ،تبكى بهدوء وحزن شديد ،لم يتمكن من الوقوف صامتا ككل مره اقترب وجلس قبالتها على صخره اخرى قائلا:
-اوعى ابدا تسمحى لاى بنى ادم انه يخليكى تحزنى بالشكل ده.
رفعت له مقلتان كمحار لؤلؤ اسود اسرته حتى وهى باكيه وقالت محاوله الرجوع لشموخها مره اخرى:
-لوسمحت سبنى فى حالى .
-انتى متجننتيش قبل كده واتكلمتى مع حد متعرفيهوش.
-لا طبعا ،انا مبتجننش.
-خالص مش معقول مافيش حد كده.
-انا كده ،عن اذنك.
ونهضت وهى تكفف دموعها فنهض قبالتها قائلا:
-ارجوكى هتخسرى ايه لما تتكلمى مع حد غريب ميعرفش عنك حاجه غير اللى تحبى تقوليه ،ولا حتى يعرف اسمك.
اطلت عليه من لؤلؤتيها قائله :
-هخسر كتير ،عن اذنك.
وابتعدت مره اخرى .
وبعد اسبوع فى نفس المكان والمعاد وجدها تنفخ دخان سيجارتها الرفيعه وقف بجوارها دون اى كلمه يستمتع بهواء الشتاء البارد ورزاز البحر الثائر .
-قولى على حاجه مجنونه اعملها حالا.
نظر بجواره غير مصدق انها تتكلم معه ،عيناها كانت غريبه هذه المره ثائرتان كالبحر الذى تجلس امامه ،طالت نظرتهما ثم قال مشيرا للبحر:
-جربتى تنزلى الميه لوحدك .
-فى الجو ده ،ميبقاش جنان ده يبقى انتحار.
اخيرا سمع فى صوتها نبره مرح فقال باسما:
-اول مره اسمعك بتتكلمى كده.
-كده ازاى.
جلس بجوارها قائلا:
-كده بحريه ومرح.
نفخت دخان سيجارتها قائله بوجوم :
-حريه،المهم شوفلى جنان تانى غير نزول البحر فى البرد ده.
ابتسم قائلا:
-جربتى تجرى تحت المطر.
انطلق من بين اجمل شفتان اروع ضحكه سمعها فى حياته ،بينما قالت من بين ضحكاتها:
-يعنى مافيش فايده لازم عشان اتجنن اتبل واتغرق واعيى يعنى ،مينفعش اتجنن بعقل شويه.
-انتى سامعه نفسك ،هو فى حاجه اسمها اتجنن بعقل.
-اه عادى معلش تعالى على نفسك شويه وشوفلى حاجه مجنونه بس بالراحه ،دور كده فى اول مرحله هتلاقى.
جاء دوره ليضحك من قلبه على جمال الكلمات من بين شفتيها ومرح افكارها،وقال:
-حاضر هدور واقلك المره الجايه،هو انتى ليه صحيح بتيجى كل مره فى نفس اليوم والمعاد.
-لا بص لو هوافق انك تقعد جنبى وتتكلم معايا يبقى بلاش اى اسئله خاصه خالص.
-ماشى ديل.
-ديل.
-ليه بقى بتيجى هنا فى نفس المعاد كل اسبوع؟؟؟
اطلقت ضحكتها الرائعه ومالت معها الى الخلف قليلا ثم قالت:
-مش بتياس انت صح،طب انت بتيجى ليه؟؟
-انا باجى عشان اشوفك ،شوفتى صريح ازاى.
نظرت له بتمعن محاوله سبر اغوار عقله فهو غامض بالنسبه لها كما هى بالنسبه له تماما.
انتفضت واقفه ،وهى تقول:
-انا لازم امشى،اتاخرت.
-اتاخرتى على ايه.
-بتحاول تتذاكى عليا.
-طب مش هتقوليلى اسمك.
-محنا اتفقنا .
وسارت مبتعده دون ان تسمعه يقول
-خايف مقدرش على الاتفاق ده .
*****************
توالت لقائتهم الاسبوعيه الصدفه الموعوده كما اطلقت عليها هى ،حتى قاربت شهور الشتاء على الانقضاء،ظلت طوال الوقت بالنسبه له هى اما هو فعرفته بعمرو،اخبرها كل شئ عنه عن شغله كمحاسب وعن عائلته البسيطه امه واخته ووالده ،اخبرها عن احلامه فى السفر خارج ام الدنيا ،اخبرها عن اماله العريضه فى التغيير بعد ثورتان عظيمتان مات فيهما الكثير من الاعزه،ومع ذلك لم يحدث اى تغير يذكر ،اخبرها عن لحظات ضعفه وحزنه واكتئابه ،ولكنه لم يخبرها بعد عن اشتياقه اليها ورغبته فى فض هذا الاتفاق بينهما ،فهو يتوق لسماعها ومعرفه كل ما يخصها،هى تتكلم معه عن مشاكله تحكى عن مشاكل صديقاتها المقربات وحتى البعيدات ،تاخد رايه فى اشياء كثير ولكن بطريقه ملتويه بحيث لا تمكنها من ذكر اى تفاصيل عن نفسها ،كان اليوم هو يوم اللقاء وايضا يوم قرر فيه ان يصارحها بما يخالجه من مشاعر تجاهها فهو يفكر فيها ليل نهار لا تبارح خياله،وكم اصبح هذا اللقاء الاسبوعى بالنسبه له الماء والهواء الحياه كلها،اصبح يعمل طوال الاسبوع فقط ليراها فى يومهم ويحكى لها عن كل ما يحدث معه ويسمع ضحكها على طرائفه وحزنها على اوجاعه،وجدها تجلس كالمعتاد تنفخ دهان سيجراتها الرفيعه،جلس على الفور ففزعت قليلا وقالت ضاحكه:
-ايه ده خضتنى.
-مش هتبطلى بقى السجاير دى .
-انت تانى.
-انا بتكلم جد والله هتتعبك فى المستقبل جدااا.
-انت غريب جداااا كان المفروض انت اللى تشربها وانا اللى اقلك الكلام ده،زى كل البشر.
-ومين قالك ان انا وانتى زى كل البشر ،ومش فى دى وبس فى كل حاجه ،احنا اغرب اتنين ممكن يتقابلو .
ابتسمت لكلامه واشاحت بوجهها ناظره للبحر بامواجه التى لاتزال تعلن ثورانها ورفضها لكل شئ.
-حبيتى قبل كده؟؟؟؟
نظرت له متفرسه لدقيقه كامله ،تريد ان تعرف ماوراء السؤال،حاولت اللف والدوران فقالت:
-اشمعنا.
-جاوبى على طول مش هتدخليلى قافيه.
-اكيد حبيت ومين محبش.
-حبتيه اوى ؟؟؟؟
-اه
-وايه اللى حصل مكملتوش ليه.
نظرت امامها قائله من خلف دخان سيجارتها:
-ومين قالك اننا مكملناش.
انقبض قلبه ومع ذلك سالها بهدوء:
-اومال ايه اللى حصل؟؟؟
-مات.
قالتها باقتضاب شديد ،كانها تريد ان تنهى الموضوع تماما وتردم عليه رمال الماضى ولكنه تابع متسائلا باسف:
-انا اسف البقاء لله،ممكن تحكيلى مات ازاى وامتى!!؟
-مات من زمان ،وارجوك مش عايزه احكى فى الحوار ده.
امتثل لطلبها وافكار كثيره تشغله ،هل مازالت تحبه،لذلك هى حزينه طوال الوقت،لذلك لا تريد ان تخبره اى شئ عنها الانها مازالت تحبه ولا تريد ان تدخل اى علاقه جديده،صارعته الاسئله ولم ترحمه،نظر اليها مره اخرى ،ملامحها البريئه شعرها النارى الثائر كما افكارها،قال على الفور دون ان ينصاع لافكار عقله:
-انا بحبك.
لم تلتفت اليه تصمرت كما هى ،لا تدرى بماذه تجيب على جملته تلك ،كل ما حاولت فعله هو ان تقول :
-بتحب واحده متعرفش اسمها ،متعرفش عنها اى حاجه تقريبا.
-لا اعرف كتير،اعرف عقلك وجنانك اعرف بتفكرى فى ايه مجرد مابص فى عنيكى ،اعرف عصبيتك اللى بتحاولى تسيطرى عليها وبتفشلى فى الغالب،واعرف كرهك لواقع عايشاه صحيح معرفش ايه هو بس انهارده سمحتيلى اعرف جزء منه لما قلتيلى ان اللى كنتى بتحبيه مات،اعرف انك حزينه على طول وان الكفله اللى جواكى نفسها تفرح بس من كتر البكا نسيت الفرح ومحتاجه اللى يدلها على طريقه من جديد،اعرف انك بتفهمي انا عايز اقلك ايه بمجرد مابصلك وتضحكى عليه ويطلع صح فعلا ،اعرف ضحكتك اللى بعشقها ،اعرف هدوءك انا متعصب ،اعرف ازاى بجيلك جرى احكى معاكى عشان تهدينى ،كل ده يخليكى احلى حاجه فى حياتى كلها.
ابصرته بفاه مفتوح وعيون جاحظه ،طوال حياتها لم تكن مهمه عند احد بهذا القدر ولم بنظر احد الى دواخلها بهذه الطريقه ،ابدا لم يحبها احد هكذا ،انتابهها زعر ورعب ماذا ستفعل معه كيف تخبره الحقيقه ،هل هى ايضا عشقته كما يعشقها .
نهضت من جواره قائله:
-انا لازم امشى الوقت .
نهض امامها قائلا بضيق:
-انتى هتهربى تانى ؟؟؟
-لو سمحت ياعمرو ،سبنى امشى.
-بس انا عايز اعرف ردك ،انتى بتبادلينى نفس الشعور ولا لا.
اشاحت ببصرها بعيدا،فتلمس ذقنها واعاد مقلتاها الى عيناه التى تبثها كل الحب ،شعرت بكهرباء تسرى بجسدها ،حاولت الابتعاد عن لمسته البركانيه وعن نظراته الحارقه فاختل توازنها .كادت ان تقع فامسك يدها وخصرها بيده الاخرى ،كما لو كانت الطبيعه تأمرت عليها فهبت رياح جعلت شعرها النارى يتطاير فكان تاثير ذلك عليه اخطر من الحمم البركانيه بداخلها ،تأكد من تمالكها لنفسها وتركها وابتعد قليلا فاعتدلت هى ووتقدمت للامام قائله:
-عدينى ياعمرو عايزه امشى.
-هستناكى الاسبوع الجاى.
نظره الجاء بعيناه تعذبها ،ابعدت بصرها عنه قائله:
-ان شاء الله.
-هستناكى بالرد على كلامى.
اطلقت تنهيده حاره على الرغم من بروده الجو ولكن توترها كفيل بجعل الجليد يغلى،اكتفت بأماءه من راسها ان نعم ثم سارت مبتعده وعيناه تتابعها بشوق.
********************
لم تأت ابدا بعد ذلك ،فات اسبوع واخر وتلاه اخرون وهى لم تظهر ابدا ،تفتحت الازهار وانتشر جو الربيع المبهج وهو بداخله حزين وناقم على الورود السعيده بغيابها وعلى الفراشات الطائره بسعاده اثناء عدم وجودها ،يشعر ان الطبيعه تخالفه وتعاكس مزاجه المتدهور باستمرار كلما ذادت مده غيابها ،الذى يذيد من حرقه دمه انه لا يعرف عنها اى شئ لا رقم هاتف ولا عنوان ولا اسمها حتى ،كيف لم يصر عليها ليعلم ،وها هو يموت يوميا بسبب غيابها ،كم غيابها قاتل .
وها هو يسير تائها فى الشوارع باحثا فى كل الوجوه عله يجد وجهها الحبيب وعيناها اللؤلؤيتان ،لم يعد يطيق صحبه احد فقط صديق وحيد له يعلم عن حاله المعذب ويحاول اخراجه منها،وها هو ياخذه لمقهى جديد (كافيه) باحدى مولات الاسكندريه،ليتزوقا قهوته واثناء ارتشافه اول رشفه لمحها يكاد يقسم انها هى شعرها النارى يلتف بين وجوه الاخرين وعيناها ووجهها البرئ يتوه وسط الزحام ،خرج مسرعا يجرى كالمجنون انه حتى لا يعرف بما ينادى عليا ،هل كانت هى ام انه جن جنونه واصبح يتخيلها ملامحها بين البشر ،مازال يرى شعرها النارى سرع اكثر ووجدها تدخل حمام السيدات ،وصل امامه سينتظرها حتى لو للصباح،خرج اكثر من سيده من الحمام فكره مجنونه تتلاعب براسه العذب وقرر تنفيذها،دخل الحمام ونظر حوله لم يجد غيرها تقف امام المراه التفتت على الفور لترى من هذا المجنون الذى دخل حمام السيدات ،نظره الزهول على عيناها كانت لا توصف بادرها قائلا:
-انتى اختفيتى كده ازاى ....ازاى.
-عمرو انت اتجننت .
-ايوه اتجننت ومش همشى من هنا من غيرك لازم نقعد ونتكلم.
-مااااااامى انا خلصت تعالى شطفينى.
سمع هذا النداء الطفولى من خلف احدى الابواب المغلقه ولدهشته وجدها ترد قائله:
-حاضر ياحبيبتى انا جايه اهه.
بهت من ردها وقال:
-دى مش بنتك اكيد!!!!
-لا بنتى وارجوك امش من هنا قبل ماحد يدخل وتبقى فضيحه.
-مش همشى قبل مافهم كل حاجه.
-هجيلك بكره فى نفس المكان والمعاد وافهمك كل حاجه ،يلا ياعمرو ارجوك.
-مااااااااامى.
التفتت قائله:
-حاضر ياحبيبتى ثوانى.
ثم التفتت اليه راجيه:
-يلا ياعمرو ارجوك.
-واتاكد ازاى انك هتيجى.
-هاجى ...هاجى عشان اريحك ،هاجى والله عشان خاطرك.
نظرات مقلتاها صادقه ،خرج من الحمام وقلبه لا يطاوعه ان يتركها تبتعد،ظل واقفا بعيد يراقبها وهى تخرج مع طفله فى الخامسه تقريبا من عمرها،تشبهها لحد كبير ولكن لون شعرها اهدى ،سارا لخارج المول تماما ،وجد نفسه يسير خلفها مسلوب الاراده حتى ركبت هى والطفله سياره وانطلقت بها فاوقف اول سياره اجره قابلته وانطلق خلفها حتى وصلت لبنايه كبيره تطل على الكورنيش نزل من السياره وتوجهه للبنايه وبقليل من اللباقه وكثير من المال استطاع ان يعرف من البواب انها مدام لبنى زوجه الباشمهندس حسن الدسوقى ابن رجل الاعمال الكبير ابراهيم الدسوقى والطفله ابنتهم ليان.
ترك البواب والبنايه العملاقه وظل هائما على طريق الكورنيش لا يدرى اين ستاخذه قدماه،ولا كيف سيهدى قلبه ويرتاح عقله،كانت الساعه الرابعه عصرا تقريبا ظل هكذا هائما حتى اقبل عليه الليل جلس باحدى الكافيهات على الشاطئ الرملى يطالع القمر ،نسى صديقه ونسى ان يعود للمنزل نسى حتى انه لم ياكل اى شئ منذ الصباح،ظل هكذا فى مكان للفجر لم يمل انه حتى نام قلبلا بمكانه ،وفى الاخير اضطر ان ينهض ليعود لبيته .
مرت الساعات واتى موعد لقائهما الذى وعدت به،كان هناك من قبل الموعد بساعه ،لم يعد لديه صبر كم يتمنى ان يصفعها ويحتضنها فى نفس الوقت بداخله غضب غير محدود ولا يعرف اذا كان سيتمكن من السيطره عليه ام لا.
وصلت اخيرا متشحه بالاسود كم هى جميله حتى فى الاسود حتى وهى حظينه هكذا،اقتربت قائله:
-ازيك ياعمرو.
-الحمد لله بخير يامدام لبنى.
جلست على صخرتهما قائله بهدوء:
-كنت متوقعه انك مش هتهدى غير لما تعرف كل حاجه ،عرفت منين .
-البواب.
-مشيت ورايا يعنى ،اوك عايز تعرف ايه تانى.
-عايز اسمع منك الحقيقه ،عملتى كده ليه ليه مقلتيش من الاول انك متجوزه .
-لانى مش بعتبر نفسى متجوزه.
صدم من الاجابه يعلم ان بداخلها ثائر ولكن ليس لهذه الدرجه،ولكنه لم يتكلم تركها تكمل قائله:
-انا مكدبتش عليك لما قلتلك اللى حبيته مات ،هو مات فعلا بالنسبالى من خمس سنين من بعد ماولدت ليان بنتى ،اتحول لواحد تانى اهملنى وبعد عنى لا وكمان كان بيخنى ،حاولت انفصل لكن هو مرضاش ولا اهلى وافقوا،كان بيصالحنى ويرجع بعدها بحبه زى الاول واسوا،اول مره ضربنى صممت اتطلق بس بردو اهلىرفضو وهو مرضلش وعملهم انه ملاك ومش هيعمل كده تانى ،احنا عايشين فى مجتمع معاق فكريا ،بيبث للست اللى عايزه تطلق على انها طلبت ترتكب كبيره من الكبائر مثلا،مجتمع بيبص للملقه على انها اثمه وش كده من غير اى تفكير واللى يعنى كويسين شويه هيقولوا لا هى مش اثمه بس هتبقى ان شاء الله، عايشين مع ناس بيحرمو حلال ربنا عشان نظرات ناس تانيه زيهم ،انا قابلتك فى وقت كنت اضعف فيه من القشه ،منهكه وفاضيه وتعبانه ،ومازلت ،لما قلتلى بحبك مكنتش عارفه اعمل ايه اجرى لحضنك ولا اهرب بكل حياتى الخربانه وعقدى وكلاكيعى ،مكنش قدامى غير انى اهرب وهفضل اهرب لحد ماقدر اقف على رجلى وانقذ نفسى من القرف اللى انا عايشه فيه.
ابكت قلبه دما، ودموعها التى كانت تسيل بهدوء وسط كلماتها طعنت صدره الاف الطعنات الحاده بسكين بارد ،كيف ينقذها مما هى فيه كيف يقف عاجز هكذا لا يسعه حتى الاقتراب لمساعتدتها،اى محاوله منه للاقتراب ستكون النتيجه هى الجحيم بذاته.
قال بعد صمت طويل:
-كل اللى اقدر اقلهولك انك حره ،انتى انسانه حره ،متستنيش راى حد ولا تعتمدى على حد وشوفى الصح للبنى واعمليه ،فكرى كويس وامنى مستقبلك ومستقبل بنتك وابعدى ،لما تاخدى القرار هيضغطو عليكى كتير بس ميهمكيش اصمدى وقاومى لحد ماهما اللى يتعبو ويقفو جنبك فى النهايه ،ولو احتاجتى اى حاجه انا موجود جنبك كاخ وصديق لحد ماقدر ابقى جنبك بالصفه اللى اتمناها،انا مش هقدر اضغط عليكى بوجودى فى حياتك ،هبعد زى ماكنتى عايزه وانتى معاكى ارقامى واكونت الفيس بتاعى تقدرى تكلمينى فى اى وقت حستى انك محتجالى اساعدك فيه فى اى حاجه.
ونهض لاول مره ينهى هو لقاء بينهم ،ابتعد وهو يلعن نفسه لذلك الابتعاد،ابتعد وهو يكره نفسه لهذا الابتعاد،ابتعد ولم ينظر خلفه فلو نظر ستطوله اللعنه كمان طالت زوجه نوح وسيهلك فى طوفان حبها ويهلكها معه ،ابتعد وهو يتسال لماذا قابلها الان،قد يكون لقائهم اخطأ التوقيت ولكن من المؤكد انه سيكون القشه التى قصمت ظهر البعير.
أنت تقرأ
عشق لا يُنسى (مجموعة قصصية)
Contoكل حكاية حالة عشق منفرد، عشق لا تذيبة السنون ولا الهموم ولا تقاليد المجتمع القاسية مجموعة فتيات يشاء القدر ان يلعب بحياتهم الاعيبه فهل ينجحن ويكسبن ليفل واحد فقط امام القدر ام يكسبن اللعبة كلها.