[9/22, 01:13] Mai Elkordy: الفصل الاول:
اندفع ادم بسيارته الحديثه بسرعه جنونيه يشق بها شوارع القاهره فاحدث صوتها ضجيجا عاليا مع سكون الكون حوله لنسمات الصباح الاولى ليوم جديد، وصل الى الفيلا الكبيره المشيده فى ارقى المناطق بالقاهره وصف السياره باهمال امام بوابه الفيلا الداخليه مدركا انه يوجد من سيحركها للجراج من خلفه، دخل يصفر ويدندن لحن يعشقه لمغنيه اجنبيه مثيره وهو يتذكر الفديو كليب الاكثر اثاره،ويضع احدى يديه بجيب سرواله والاخرى يعلق بها جاكيت بذلته على كتفه ،ولم يقاطعه سوى صوت اخته التى تصغره باربعه اعوام وهى تقول:
-انت لسه مشرف الوقت حضرتك،ده بابا لو عرف هيعلقك.
-ومين اللى هيقله بقى يالمضه.
-اللى هيركن عربيتك مثلا،او البواب اللى فتحلك من بره ،او انا.
قالت ذلك وهى تخرج لسانها كى تغيظه اكثر،فقال بهدوء ولا مبالاه:
-قوليله ياختى هيعمل ايه يعنى اكتر من اللى بيعمله ،سبينى بقى عشان متطيريش الدماغ اللى عملها.
-يخربيتك انت شارب كمان ،يعنى مش هتروح الشركه انهارده طبعا.
-مش عارف هحاول ابقى صحينى وخليكى جدعه.
قالها وهو يبتعد صاعدا الدرج لغرفته بالاعلى،فعاجلته قائله:
-اصحيك كمان ساعتين يعنى ده انت هتطلع روحى.
لاح بيده بحركه لا مباليه وتوجه الى غرفته اغلق الباب خلفه وارتمى بجسده الطويل على الفراش دون ان يعى اى شئ.
بالفعل بعد ساعتين توجهت اخته رغد لتوقظه بناء على اوامر والدها الذى علم بوصوله الى الفيلا فى الصباح فاستشاط غضبا ،الحت عليه رغد كثيرا كى يصحو ولكنه لم يفق الا فى العاشره ،فاعلمته باوامر والده ان يتوجهه الى الشركه فورا ولا يتلكأ،ولكن ليس ادم الشناوى الذى يمتثل لاوامر احد،فدخل الحمام ولبس ملابسه بكل اريحيه وشرب قهوته الساده ،وخرج متوجهها للشركه.
وعندما وصل وجد الكل يخبره بان يصعد لوالده فورا بدأ من الاستقبال حتى سكرتيره والده الخاصه،دلف على الفور ،وياليته مافعل كان عطرها يملأ الغرفه الكبيره ويحيط بيه ويكتفه ،كانت تجلس امام مكتب والده تناقشه بشأن مشروع القرى السياحيه الجديده ،وتتكلم بكل حماسه بصوتها الرقيق الناعم الذى يشق الفضاء ليصل اليه اينما كان ،لم يظهر عليه ايا من مشاعره تلك ،فجلس قبالتها بكل هدوء ،القت عليه نظره سريعه ثم اكملت كلامها قائله:
-وزى ماقلت لحضرتك احنا نجرب النظام ده مؤقتا على الاقل ع البيسين والبحر الخاص بالقريه وهنكون احنا اول قريه كبيره تعمل كده ونكثف الاعلانات ع الموضوع ده وطبعا مع شويه خصومات ده هيبقى عامل جذب كبير لفئه مكنتش بتيجى عندنا اصلا.
تبسم عبد الرحمن الشناوى لفكرتها الجديده وتميزها ،وقال ناظرا لابنه:
-شايف الشغل يابشمهندس مش انت اللى جايلى ع الضهر.
تبسم ادم بسخريه قائلا:
-صباحك منور ياباشا،لو فى اى شغل ناقص بلغنى بيه انا فى مكتبى ،عن اذنكو.
واستعد للذهاب ولكن والده قال بصرامه:
-استنى ياادم انا عايزك.
جلس مره اخرى متأففا،نظر لهما عبدالرحمن ثم استطرد قائلا:
-انتو مش ناوين تعقلو بقى وترجعو لبعض.
قال ادم بكبرياء:
-والله مش انا اللى قلعت الدبله ،ثم ان ده مكان شغل مينفعش نتناقش فيه فى امور شخصيه.
اشحات فريده بنظرها بعيدا عن عيناه الحادتان فلمحت الدبله الفضيه لاتزال تحتضن اصبعه كما هى ،كاد هو ان يرحل مره اخرى ولكن والده قال:
-ها يافريده ايه رايك.
حركت شعرها البنى الناعم بحركه عفويه قائله:
-هو عارف شروطى عشان نرجع تانى يااونكل.
انتفض ادم واقفا ضاربا بيده على سطح المكتب قائلا بحده:
-وانا محدش يتشرط عليا يافريده ،وانتى عارفه كده كويس،وبعدين مش انا اعمى البصر والبصيره خلاص محدش ليه دعوه بيا وسبونى اخبط فى ىالدنيا بدماغى.
دمعت عيناها واندفعت خارج الغرفه ،ارتمى هو بجسده مره اخرى على الكرسى فقال والده بضيق :
-عجبك كده يعنى ،انت هتعقل امتى بقى ،هى واحده صحبتك يابنى ادم دى مراتك ،والانيل انها بتحبك وبتموت فيك وانت بتحبها على كلامك ولا خلاص نسيت عملت ايه عشان توافق تتجوزك بنزواتك وعكك اللى مش بيخلص .
-يوووووو يابابا ،بعد اذن حضرتك دى حياتى الشخصيه وانا هعرف اتصرف فيها ومش محتاج حد يوجهنى .
-وبيتك اللى انت سايبه ومراتك اللى دمعتها مبتنشفش واهلها اللى اكلو وشنا وحالك اللى مش عاحبنى وشغلك اللى اهملته وصرمحتك لوش الصبح فى البارات وامك اللى هتموت من القلق عليك ،كل ده وتقولى حياتك ومحدش يوجهك ده انت مكفرنا كلنا فى حياتنا ومش عايزنى اوجهك ،اومال لو كنت بتتصرف صح كنت قلت ايه.
لم ينظر له ادم بتاتا كان يستمع الى توبيخ والده الحاد فى صمت وعروقه مشدوده نابضه بالغضب يغلى بداخله ،اعتدل قليلا ثم استقام واقفا وخرج من الشركه باكملها.
ساق سيارته فى شوارع القاهره المزدحمه لا يشعر بشئ سوى بالغضب يسرى فى عروقه ،لا احد يعلم مابداخله ولا مايمر به ،لااحد قد يتصور حجم الالم الذى يخترق قلبه محدثا زوبعه تتطاير قطراتها لعقله فيجعله عاجز عن التفكير المنطقى بالنسبه لهم ،بالنسبه لاى انسان عاقل ايضا،ان عقله مشوش بدرجه رهيبه يشعر بالفعل انه اعمى كما قالت فريده.
حبيبته وزوجته هذه الغاليه التى عذبها معه،عذبها بخياناته واستهتاره وشربه وتوهانه واهماله ،هذه الرقيقه الجميله ذبلت فى بيته ،ذاب رحيقها كالسكر فى القهوه فكان هو القهوه الثقيله فتركها ساده مريره .
**************
عاد اخيرا الى بيتهما ،البيت الذى جمعهما دائما منذ اليوم الاول ،بيتهما الذى شهد على اجمل لحظات حبهما كما شهد ايضا لحظات عذابهما وتعاسه روحيهما،منذ ان فتح باب المنزل علم انها بالداخل فرائحه عطرها تتسلل فى الخفاء لتصل اليه مدغدغه مشاعره اغمض عينيه متألما كم يتمنمنى الا يراها ،الا يعشقها او يهواها كما يفعل بهذا الشكل الاعمى كما تقول هى ،تسلل الى الداخل فوجدها نائمه بفراشهما الوثير الذى شهد كل لحظات حبهما ،اذا فهى لاتزال تنام هنا لم تعد الى بيت اهلها ،لاتزال تناديه خفيه وتنتظر منه ان يرى النداء ولكن هيهات ان يرى.
أنت تقرأ
عشق لا يُنسى (مجموعة قصصية)
Short Storyكل حكاية حالة عشق منفرد، عشق لا تذيبة السنون ولا الهموم ولا تقاليد المجتمع القاسية مجموعة فتيات يشاء القدر ان يلعب بحياتهم الاعيبه فهل ينجحن ويكسبن ليفل واحد فقط امام القدر ام يكسبن اللعبة كلها.