اليوم الموالي لم يكن الجو أفضل حالا لكنه اكثر لطفا من سابقه فقد كانت هناك أشعة شمس تتسلل بين رمادي الغيوم المقيتة ، دخل اخيرا واهب من الباب يحمل بين يديه العلبة البرتقالية تحتوي اقراص دائرية تصدر خرخشة كل ما ألقى بها في السماء ظل يتلاعب بالعلبة إلى أن دخلت ماري في ثيابها المتسخة أخبرته أنها كانت في قن الدجاج ترعاهم خطر في باله كم لطف الملاك المتسخ امامه شعر بدفئ في صدره دنت منه وأحاطت رأسه بكفيها الناعمين وهمست له :
-لا تقلق سيختفي كل هذا قريبا .
لم يحرك ساكنا كان شاردا يقلب في خلده امرا ما لدا تركته على حاله و شرعت تعد حمام لتغتسل ، كان جزء منه يدفعه للقيلم والإنضمام للملاك العاري في الحمام لكن شيئ ما يثبت كل أطرافه على الكرسي الخشبي يبدو أنه كان يفكر في احتمالية اختفائه يوما ما وما سيحل بعائلته بعده ، وهل سيظل ذلك الدفئ يسود المكان بعده ، يبدو أن ما قاله له الطبيب اليوم لم يسره مطلقا ، دخل الأولاد ليقطعو عليه حبل أفكاره ارتمو بين ساعديه الضخمين وتعالت ضحكات الجميع في حين انتهت زوجته اخيرا من الحمام لتتجلى له في المنشفة كبدر الليلة شغل التلفاز الذي راح يذيع نبأ وفاة طبيب مقتولا خنقا في عيادته ، قال واهب بتهكم : هذا ما يستحقه كلهم .
إلا ان ماري نبهته لعدم التكلم بهذا الشكل امام الأولاد فهذا ينمي الكراهية فيهم حسب قولها .
-إذا عزيزي مالذي اخبرك به الطبيب اليوم ؟ سألت ماري بفضول .
-وصف لي هذه الحبوب ، لكن لا أزال مترددا من تناولها ولا أعرف السبب حتى .
ثم اقتربت منه زوجته حدق اليها وقال :
- أالم يكن رأسك مصابا البارحة ، اين الجرح ؟
تجاهلته وأخذت العلبة من بين يديه نزعت الغطاء واستخرجة حبة لتضعها بين شفتيه ثم طلبت :
-إبتلعها كن جريئا قم بأمر واحد في حياتك دون التفكير به .
إنصاع لها واهب ثم جلس في هدوء كأنما للدواء مفعول مهدء بينما عيناه لا تبرحان الملاك الواقف أمامه والصغيرين ثم بدا صدى الصغيرين يتلاشى تدريجيا : بابا ، بابا ،با... إلى أن اختفى كليا لم يكن واهب يفهم ما يحصل إلى أن اختفى كليا رفع يده الضخمة بالكاد كان يشعر أنها تزن أطنان وكأن الجاذبية تضاعفت ألاف المرات حينها ، بدأت بعدها أشكال الولدين تختفي فلم يعد يميز وجوههم وبعد ثوان إختفى كيانهم كليا حتى ماري بدأت تختفي معهم أمسك بيدها واضعا كفها على خديه محدقا بثبات إلى وجهها يبتسم له آخر مرة قبل أن يختفي كليا ، لم يكن يفهم شيئا مما يحصل إلا انه لم يقم بردة فعل بل غط في نوم عميق حينها .
أنت تقرأ
Epilepsy -الصرع
Horrorلطالما كانت الخيالات مهرب البشر من الحقائق التي يعسر عليهم إدراكها بقدراتهم العقلية البسيطة كما أني شاهدت الرعب في عينيه كان مسؤل التحقيق مذعورا لهول شكل المكان كل الفوضى والدماء التي تزين الحائط الخشبي حتى أن جثة الرجل كانت ترقد في سلام أكثر مما يح...