Epilepsy -الصرع

وهم

كان ممسكا برأسه يحضره صداع شديد ، عادة ما يليه نوبة صرع لكن هذه المرة لم تكن واصل التقدم في جوف الكوخ صرخ مناديا بإسم ماري لكنها لم ترد علها نائمة الآن في غرفتها ما الوقت الآن ؟ كان السؤال الاهم الذي تبادر الى ذهنه توجه نحو النافذة ازال الستار بدى أن الليل حل على المكان كان الكوخ شديد الهدوء حتى وقع خطى الأولاد اختفى الليلة ، صعد إلى غرفتهم ليطمئن عليهم لكن حالما ولج الى غرفتهم تفاجأ بغيابهم جزع، وأخد يدور كل أركان البيت لم يكن لهم وجود أصلا إنتهى به الأمر أمام مائدة العشاء في المطبخ ثم توهم نداء أحدهم من خلفه استدار ولم يكن هناك أحد اشتد ألم رأسه ليقع أرضا لكن لم تكن هذه المرة نوبة صرع بل كانت نوبة ذاكرة أخد يتذكر لحظات من طفولته لم يكن دوما يقطن هذا المكان كان في المدينة رفقة امه ، ثم انتقل به شريط حياته الى شبابه كان شبابه شديد الوحدة وقضى جله في هذا كوخ إلا انه يعجز عن تذكر كيف انتهى به الأمر هنا بعدها وقف على قدميه بالكاد خيل إليه مجددا انه سمع صوت ماري تناجي اسمه لكنه حدق في المكان حوله لم يكن احد غيره في المكان ،مالذي حصل ؟ كان هذا كل ما يفكر فيه حينها . ثم عاودته نوبة ذاكرة اخرى كانت اشد وطأة إعتصرت كل أعصابه حتى غدت أوردة جسده بارزة ، بين مقاطع شريط ذاكرته لمح قبرا كانت الكتابة على القبر واضحة "ماري " كان تاريخ الوفاة قبل عشر سنوات من الآن ، الأمر أشبه بالجنون ، واصل العرض حتى تذكر أنه لم يتزوج قط ، لم يرزق بولدين حتى لقد عاش عشر سنوات وحيدا في هذا الكوخ ... اخيرا انتهت نوبة الجنون كان شهيقه يرتفع  وتزيد وتيرة نبضات قلبه تلبسه الهلع ركض إلى قارورة الماء أخد يشرب ويغسل وجهه ، ليتذكر بوضوح أخيرا ذلك الفتى الشاب الذي قرر العزلة بعد وفاة والدته ، كان اسمها ماري لم تكن زوجته ، لم يكن له زوجة ، ولا حتى أولاد ... كل ما في الأمر أن الجنون كان يطرق باب عقله ، كان غاضبا بعدها حتى أنه رفع تلك المائدة وألقاها إلى الحائط لتتشتت إلى شظايا صغيرة تبادر إلى ذهنه سؤال اخير هل المائدة حقيقية هل أنا حقيقي ؟ ثم ظل يكرر بصوت عال لم يتمكن من التوقف حتى ادرك هذا بنفسه ، أخيرا نزل على ركبتيه حمل شظية من حطام المائدة ثم نحر عنقه من الوريد إلى الوريد .

إنتهت .