في احد مكاتب مخفر الشرطة..وضع سلاحه و شارته فوق مكتب المدير..
وائل: انا اقبل اي عقوبة
هز المدير راسه باستسلام فقذ تعب من محاولة مجارات هذا الطائش المندفع..
المدير: وائل غامد في كل مرة انت تعترف بخطئك و تندم لكنك تستمر في كونك طائشا, اتريد ان تطرد ايها الغبي المستهتر ؟.
رفع راسه بكل ثقة مرة اخرى لينظر اليه مباشرة و يتكلم بكل ثبات..
وائل: انا لم اقل قطعا اني نادم فانا لست كذلك و لم ارتكب اي خطئ اؤمن ان الشرطي كي يحمي بلده يجب عليه حماية نفسه و هذا ما فعلته, لو لم اصبه برصاصة في كتفه كان سيصيبني برصاصة في قلبي..لذا انا لا ارى اني اقترفت خطئا
تنهد المدير بعمق, لم يتركه له مجالا للكلام كعادته..اشار له بعينيه الى مسدسه و شارته..
المدير : خذهما من امامي قبل ان اغير رايي و عد الى عملك..
ابتسم وائل ابتسامة عريضة..
المدير: توقف عن الابتسام ايها الاحمق و غادر من امامي
حمل مسدسه و شارته بسرعة و توجه للباب مسرعا..التفت اليه قبل اي يخرج..تكلم ممازحا
وائل: يوما ما ساعترف لك بحبي
ضرب المدير المكتب بكفه و صرح في وجهه
المدير: ايهاا اللعين الاحمق
قهقه وائل و اغلق الباب خلفه.. سرعان ما تغيرت ملامحه للجدية مرة اخرى, فلا مجال للمزاح عنده..
***************
خرجت من غرفة تبديل الملابس في المشفى بعدما غيرت ملابس غرفة العمليات تنهدت بتعب..القت نظرة على الساعة المعلقة على الحائط لتدرك انها لم تنم من 42 ساعة..تحركت باتجاه غرفة المريض المجرم الذي انهت عمليته للتو, توقفت مكانها و هي ترى اعوانا من الشرطة يتناقشون مع الممرضة
سمر: ما الذي يحدث هنا ؟
التفت الشرطي الذي اليها..للتفاجئ بانه نفس الشرطي..اخذت نفسا عميقا و وضعت يداها داخل مئزرها الطبيو اقتربت منه لتقف قبالته مباشرة
سمر: لماذا تثير جلبة من وسط المشفى
ابتسم بستهزاء مرة اخرى..في كل مرة تتحدث بها ينتابه الضحك بسبب ملامح وجهها الهادئة التي تتناقض من صوتها الذي تحاول جاهدة لجعله يبدو قاسيا, قاطعتهما الممرضة
_ايتها الطبيبة انهما يريدان الدخول الى الغرفة لوضع اغلال على يد المريض
سمر: لا تسمحي لاحد بالدخول, و انتما ان ارذتما الحراسة فابقيا عند الباب
قالت كلماتها بكل هدوء و قبل ان تتجاوزه تماما امسك ذراعها بقوة و اعادها اليه..اصطدمت به بقوة, اعتلت وجهها علامات الصدمة لترفع راسها نحوه و تلتقي نظراتهما مجددا..
سمر : ماالذي تفعله ا...
قبل ما تكمل كلامها قاطعها بانحنائه نحوها و تكلمه بصوت جاد ثابت..
وائل: استتحملين نتائج اوامرك هذه ؟
تمالكت نفسها بصعوبة قبل ما تبعتد عنه, استجمعت كامل قوتها لتنظر اليه و تنطق بتلك الحروف الواثقة قبل ان تفلت يدها منه..
سمر: ساتحمل المسؤولية كاملة و اتمنى الا اراك هنا مجددا
ابتعدت عنه و التفت بقوة و تمشت مسرعة في الرواق الطويل تحت نظراته..همس بصوت خافت..
وائل: سنلتقي مجددا انستي الطبيبة
ساله الزميل الذي معه معتقدا انه يتكلم معه..
_لم اسمعك جيدا ماذا قلت ؟
وائل: قلت لك ابقى عند الباب للحراسة لا نفع من بقائنا نحن الاثنان معا..ان حدث شئ اتصل بي فورا
_حاضر سيدي
****************
انفتح باب مكتبها بقوة لدرجة انها استيقظت بعدها غفت على سطح المكتب من شدة التعب..صرخ الممرض بذعر..
_ ايتها الطبيبة سمر المجرم في الغرفة 568 قد هرب..الشرطة تبحث عنك
جملة واحدة كانت كفيلة ليتزايد تدفق الاذرينالين في جسمها كان الذعر قد حقن في شريينها لتو..وقفت بسرعة خاطفة و وجه مصفر تماما..و كانه حلم..حتى انها لدقائق شكت في انها مازالت نائمة لكن شكها زال عندما سقط الكرسي خلفها ارضا و احدث صوتا كالرقنبلة جعلها تدرك انها على ارض الواقع..خرجت من مكتبها تركض ركضا نحو الغرفة..بوجه شاحب و دم يكاد يجمد داخل شرايينها...وقفت على مقربة من الغرفة..لترى اعان الشرطة يحيطون المكان..افاقها من صدمتها صوت الشرطي الذي كان مع وائل سابقا..
_ سيدي المحقق هذه هي الطبيبة التي رفضت السماح لحنا بالدخول
هزت راسها بيأس و هي ترى المحقق يقترب منها..
سمر: ا..انا لم...
قاطعها بصرامة..
_ الطبيبة سمر ناصر نرجوا منك مرافقتنا الى قسم الشرطة بتهمة التعاون مع مجرم ومساعدته على الهرب من مشفاكم
سمر: ا..انا لم افعل اقسم اني لم افعل مالذي تقصده
لم يرد عليها..نزلت من عيناها قطرات دمع و هي ترى يداها تقيدان بالاغلال..
وائل: سيدي المحقق
رفعت راسها بسرعة عند سماع صوته من خلف المحقق..و عادت الاعين لتلتقي ببعضها..ضغط قبضة يده و هو يراها الدموع تنهمر من عيناها اللتان تبدوان كانهما تستنجدان به و يداها المكبلة..رمش عيناه عدة مرات تلتها تنهيدة تخفي خلفها نزعاجها..
وائل: ساخدها بنفسي الى قسم الشرطة
_حسنا سالحق بكم الى القسم بعد انتهاء التحقيق هنا..
انزلت راسها بياس عند سماع جملته..و ازدادت دموعها في الانهمار..اقترب منها و امسك ذراعها..تمشت معه بخطوات متثاقلة تحت انظاري المشفى باكمله من ممرضين و اطباء و مرضى..الجميع يتهامس..عضت شفتها بقوة لا تدري لا كيف ولا متى اوقعت نفسها في هذه الورطة..تحاول تمالك نفسها قدر الامكان..لياتي صوته الهادئ بالقرب من اذنها...
وائل: توقفي عن البكاء لن يحدث شئ
التفتت له بلهفة حزن..تتحدث بلهفة
سمر: انت تصدقني ؟ تعلم اني لم افعل
لم يجبها..اشاح بعينيه عن عيناها الباكيتان..و همس مرة اخرى..
وائل: ساجد حلا اطمئني
ابتسمت وسط ذموعها..للحظة بنتت بذرة طمئنينة في داخلها..لا تدري لما..لكنها تصدقه..
" تماما..يقال ان القلوب تصدق من تحب..و تثق بمن تحب..ارواحنا يا صديقي, ارواحنا تدرك قبلنا من علينا ان نصدق و من علينا ان نطمئن معه..تذكر دائما ان الارواح لا تخطئ"
من هنا اعلنت ارواحهم عن بداية القصة..و اقسم القدر على تشكيلها بنفسه *-*
أنت تقرأ
لنقاتل معا
Romanceدائما ما يقال ان الاشخاص اللذين تتقاطع اقدارهم سيلتقون حتى لو كان احدهم في النصف الاخر من العالم.... حسنا ! لكن ماذا او تقاطع قدر طبيبة مع رجل شرطة.. ماذا لو تقاطعت العدالة مع ملاك انقاذ ارواح..و تناقظت الطرق..و اشتراكا في المنعطف نفسه..و كان البحث...