رَغْـبةٌ قَـويّـٰةْ

68 7 6
                                    

ٱلْـفصلُ ٱلْـثّانـي

-"لماذا تضحكين؟"

هذا ما قالهُ ذلك العجوز، بغضب، و هـو يَضرب البنت على كتفها.

-"العفريت يبحث عن عروسه... و تلك هي أنا!
أليس كذلك؟"

-" ربما لا أبدو كذلك، لكنني كنت آكل لحوم البشر، فيـما مضـى."

صمَـت ليردف:

-"ربما لن أكون هنا عندما تأتين في المرة المقبلة."

-"أنا أحسدكَ".

-"ربما سأصاب بالخرف.
آه! لا يجب أن أقول هذا أمام أم عزباء."

إستمرّ الجدُّ في التّحدثِ عن العفريت و زوجته التي تملك الشيفرة و التي سيكون خلاصه بيدها.

-" هي فقط! هي فقط من تستطيع تخليصه من خلوده.. هي دواءه، المنجي..."

قالت بصوت حزين و هي تستمع إلى ذَلك البائعِ العجوز عند التّلـة:

-"آه! إنها قصة رومنسية، لكنها لعنة مأساوية، عليه البحث على العروس حتى يتم قتله.."

سكتتْ الأمُّ ٱلعزباءُ، لتردف بعدها بخزنٍ:

-"الخالق شرير."

أجابَ ذلك العجوز المجهول أمرهُ بلهجة غير لهجته السابقة بتمعن و رويّ:

-" كان الأمر هكذا دائما، إنه أنانـيٌّ و حسود.. نعم إنه أناني للغاية."

نظرتِ الأمُّ ٱلْعزْبـاءُ يسـارهـا لتـرى شخصـا مؤلـوفا بالنّسبة لـها، لتردِف:

-" أيّـها العجوز إنه يبدو مثل شخص أعرفه."

ٱستقـامت من مضجعهـا لتكمل ما كانت تقولهُ:

-"يجب عليّ أن أذهب الآن. شكرا على القصّـة، تأكد من أن تكون هنا عندما آتي المرة القادمة".

تشبث العجوز بمعطف الفتاة بكلتا يديه و قال بصوت صارم جدا و كأنه الشيطان خرج من وكره و قد تغيرت ملامح وجهه:

-" في لحظة بين الحيـاةِ و المـوت، تمني أمنية مع رغبة قوية، خالق طيب القلب قد يحقق لك تلك الأمنية..".

لكن العجوز لم يستطع رؤية تلك المرأة مرة أخرى، فقد تحققت تلك اللحظة التي يتحد فيها الموت بالحياة.

و ها قد تمنت أمنية برغبة قوية و هي تغطي الثلج برداء أحمر ساخن.

-"ساعدني"..

قَـلبُ ٱلْـظّلـامْ | K.Tحيث تعيش القصص. اكتشف الآن