ٱلـحُـبُّ ٱلـحزِين

48 3 3
                                    

الفَصـل التّـاسع

بعد تلك الليلة إكتشفت نـاري عن طريق الأشباحِ أنّ السيّـد تـايهيـونغ هو ٱلْـعفريتُ الذّي حدّثوهـا عنهُ منذُ زمن، منذُ أن كانت طفلة. لذلك هـي حسمت أمرهـا و قرّرت أن تواجههُ.

قامت نـاري باستدعاء العفريت، آملة فيه خيرا.. فقد أحسّت هي الأخرى بوخزة الحُـب، لأول مرة في حياتها.. هـي أرادت شكرهُ و مواجهتَهُ بخقيقةِ كينـونته.

لكنه قام بتخيّيب ذلك الأمل الذّي نمَى بين ظلوعهـا بعد تلك الليلة، قائلا:

-"هات مـاعندکِ أيّتها الصّغيرة، يبدو أن لديك الكثير لتخبريني به."

كان يخاطبها متفحّصا كامل خصالها من أعلى رأسها لأسفل خضمّ رجليها. كانت ترتدي مـا إشتراهُ لها في تلك الليلة. هُـو لم منذُ أن أعادها لمنزلها. هـو الآخر بدأ بالإنحيازِ نحوهـا، أصبح مجنونا بسببهـا. كلّما رآهـا يظربُ خافقهُ نحوهـا بجنون و هذا شيءٌ خـاطئ بالنسبة لهُ.

-" مـاذا لمـا كلُّ هذا التّجهُم و البرود؟ هل حدث شيءٍ؟"

-" هـذا لا يخصُّکِ! أنهي ما جلبتني من أجله، لديّ بعضُ الأعمـال."

أجابها بملامحٍ باردة و صوتٍ قـاسٍ يعمّـه الجفاءُ و الرّكود. عكسَ نبرتها هـي، المفعمة بالبهجة و الطاقة، و هذا ما يثيرُ إشمئزازهُ و مشاعرهُ المتظاربة أيضاً.

-"في الحقيقة، لقد إستنتجتُ، أو لنقل بطريقة أفضل أنّـي رأيتُ أنّـك ٱلْـفريت، عرفت ذلك!"

تكلّمت دفعة واحدة بينما كانت تغمضُ عينيها و تشدُّ على قبضتها بقوّةٍ.

-" لماذا كذبت و أنكرت حقيقة كونيتك؟"

نظر ناحيتها بملامحٍ سـاخرة، ليردف:

-" هل جلبتني آناءَ هذا الليل كي تخبرني بهذه التُّراهات؟"

-" لـماذا كذبتَ عليّ سيّد تـايهيونـغ؟"

سألتهُ بصوتٍ بـاکٍ بعض الشيءْ. لتردف في سرّها:

-" لمَ تغيّر بهذا الشكلْ؟"

ليجيبهـا ٱلـعفريتُ، بطريقة يمكنُ أنْ تقول عنها أقّل إستفزازا من سابقتها:

-"في البداية، لم أكن أعرف أنني قد أراك ثانية؟ لم أكن أعلم أنه يمكنك الدُّخول، لم يسبق لأي أحد أن لحق بي من خلال ذلك الباب!"

-"ماذا عن المرة الثّـانية؟ لقد سألتك لعدة مرات؟"

سألت بإنفعال، تنـاظرُ كحليْـه.

-"أنا لم أشعر أنّـني بحاجة كي أصحّـح نفسي."

-" لمـاذا أنـتَ متعجرفٌ لهذا الحدّ؟"

-" أنتِ لـم و لـن تكونِـي عروس العفريت.".

أجابها بصوتٍ هادئة و ملامحٍ متجمّدة على عكس البركان الهائجِ بداخله.

-" إذا... ماذا أنا؟ "

سألت بصراخٍ، و قد فرّت دمعةٌ من عينيها.

-" لـم تقحميننـي في مشاكلكِ ٱلْـشخْصيّة؟ أنـا لا أعلمُ مـن تكـونين."

تركهـا ورائهُ لينصرف، إذ بصراخها بترَ حركة رجليهِ.

-" الأشْبـاح يقتربون مني كل يوم و يتحدثـون بشأن العفريت، و إذا تجاهلتُهـم يضايقونني و يتلاعبون بسلامي، و إذا تحدثت معهـم يتشبثون بي..".

قاطعها ليردف:

-" أنـا آسفٌ لسماعِ هذا، لكن لا دخل لي حقًّـا!"

-" مـاذا عنْ حاصد الأرواح فقد قال لـي بأنّـه لا ينبغي أن أعيش، بينما أنا حيّـة و بصحة جيّدة."

-"أخبرتك، أن ذلك هو العبء الذّي قد ولدت به."

أجابهـا ببـرود فاترٍ، لِتبكي عينيها، و يحزنُ قلبها.

إختفى مع هذه الجمل الوحشيّة، هذه الجمل الشيطانيّـة التي لا ترضي خاطرا و لا بالاً، و ترك تلك المسكينة مع الهديّـة التي أرادت تقديمها إليه لتعبر عن إمتنانها و شكرها له.

لكنّـه كسر ما حاولت بناءه و قتل ما حاولت خلقه. تعطل قلبها في تلك اللحظة و توقفت معه الساعات و الأيام و الليالي، توقف إحساسها عن النبض و بريقها عن العمل، لقد إنطفأت و أحرقت ما بداخلها..

هُـو قد قتلَ إحساسًـا بدأ في النُّمو و أملا حاول النهوض..

دخلت المنزل و هي عازمة على أنّ العلاقة إنتَهت قبل بدايتها.

-" جيّـدٌ أنـي لم أتهـوّر و أعترفَ لهُ."

و ختمت يومها بالخلود في نوم عميق مليء بحزن الحب.

-" إنّـهُ الحُـب الحزين."

كما قالت.

_________________________________

ٱلْـفصـلُ ٱلْـتّـاسع: ٱلـحُبُّ ٱلْـحـزين.

تـم.

٥٢٩

٥٢٩

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
قَـلبُ ٱلْـظّلـامْ | K.Tحيث تعيش القصص. اكتشف الآن