18

181 26 339
                                    


(هل هذا ما قصدته عندما قلت انك تمتلك ذنب لا يغتفر تجاهي؟!) كرر نطق سؤاله لكن بصراخ هذه المرة عند نفاذ صبره من صمت ايفان الذي بالكاد سيطر على دموعه اثناء همسه له بقلة حيلة (اخبرتك انك لن تريدني على قيد الحياة)

"انت محق ، انا لا اريدك" فكر بتلك الكلمات لوهلة واراد بشدة ان ينطقها لكن حنجرته المته لمجرد فكرة التلفظ بها فكيف يقولها وهو يدرك مدى تأثير الكلمات بالمقابل وبالذات ان كان المقابل ايفان وهذا دفعه ليأخذ نفس عميق قبل أن يسأل باستنكار (ماذا حصل؟) منح اخاه فرصة التفسير او حتى انكار الآمر وترجاه لهذا لكن ايفان التزم الصمت المطبق ولم يسمع منه الا بكاؤه المكتوم كإجابة

اقتربت ناحيته بهدوء يترجاه بنظراته ان لا يصمت وأن يقول اي حرف ينكر به هذه الرسالة الكاذبة لكن ايفان لم يحرك من مكانه ليدافع عن نفسه من الخوف ، خوفه الاكبر الذي دفع كريس ليصرخ به بعد ان نفذ صبره (دافع عن نفسك على الاقل ، اخبرني ان هذا كذب)

لم يستطع الكذب وإنكار هذا لأنه كان متعب من كذباته التي اوصلته الى هذا الحال والى هذا الموقف لذا اخذ نفس عميق وطالع بعيداً عن عيون كريس اليائسة اثناء نطقه (لا استطيع كريس ، اتمنى لو استطيع نكران الامر لكن إي اخ سأكون لو فعلت هذا) كان متعب وبشدة وكذبة اخرى غير متقنة الان كانت لتزيد تعبه النفسي والجسدي اكثر وتقوده الى الجنون لذا وجد نفسه غير قادر على انكار الحقيقة

خشي فقدان كريستوفر اكثر من أيي شيء اخر بتلك اللحظة ومخاوفه بدأت تتحقق حينما رمقه كريس بنظرة شاحبة صعب عليه تفسيرها ، حملت تحت طياتها الكثير من الخذلان الممزوج بالصدمة وكأنه كان يجاهد لاستيعاب ما حصل  وما كان يحصل طوال الوقت وما سيحصل بعد هذه الرسالة التي قلبت حاله رأس على عقب لتتركه لا يستطيع التقاط نفس لان ايفان لا ينكرها حتى

(انا لا افهم) من بين انفاسه المسلوبة نطق بذلك بصوت متعلثم قبل ان يمرر يده عبر خصلات شعره يشدها للخلف بتوتر غير قادر على استيعاب شيء وحال ايفان لم تقل عنه سوء حينما استند على الجدار خلفه يضع راسه بين قدميه مستسلم لفكرة ان كل شيء على وشك الانهيار فوقه

لم يستطع كريس الصراخ به ولم يعلم ماذا يجب ان يفعل كل ما اراده كان تفسير لتلك الرسالة او إنكار تحديداً لمحتواها وهذا ما لا يحصل عليه من ايفان ، لا يريد الضغط عليه فهما كان الموقف الان سيء ومحتدم الا أن صحة ايفان لها الأولوية الدائمة بالنسبة له لذا اخذ يدعك عيناه بقوة يبعد عنه هذا الصداع المزعج قبل ان يهمس (اريد منك تفسير مقنع لكل هذا مع نهاية هذا اليوم ، انا اثق بك حتى وان لم تثق بنفسك)

رفع راسه بهدوء يطالع بظهر كريس المغادر قبل ان يخفضه مجددا يشعر بثقل مدمر من الكلمات التي تركها اخاه له ، لا يعلم ان كان هذه سخرية القدر ان يعذب على اخطائه بهذا الشكل المريع ... ان يثق به كريس مجددا وينتظر منه المزيد من الكذبات التي لن يستطيع التفكير بها حتى

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 22, 2024 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المجنون الغامضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن