الجزء الأول🎊

40 2 6
                                    

القصة تمثل رحمة الله بخلقه و تأديبه لهم :

 أيها الأخوة الكرام: يقول الله جلّ جلاله:

﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾

[ سورة يوسف: 111]

 نستنبط من هذه الآية أن القصة أحد الأساليب التربوية الفعالة المؤثرة في نفس القارئ، قبل أيام اطلعت على قصة في موقع معلوماتي، و لأن هذه القصة تمثل نموذجاً متكرراً، و لأنها تمثل رحمة الله بخلقه، و لأنها تمثل تأديبه لهم، فأردت أن أجعلها محور هذا الدرس، و الحقيقة أن القصة هي حقيقة مع البرهان عليها، يستنبط منها حقائق لكن حقائق مبرهن عليها,
 تقول صاحبة هذه القصة: أنا إنسانة لأبوين متدينين و لله الحمد، أي الإنسان حينما ينشأ في أسرة ملتزمة هذه نعمة كبرى لا يعرفها إلا من فقدها، أحياناً الإنسان يُحارب في بيته، الشاب المؤمن الملتزم يحارب في بيته .

على الأم و الأب متابعة سلوك أولادهم و حفظهم من الانحراف :

 أيها الأخوة ، أنا حينما أقرأ لكم هذه القصة ليس كل شيء ورد فيها أنا أقره، أنا أعلق أهمية على المغزى، تقول: و لكنني كنت كبنات جيلي، فقد ارتكبت الكثير الكثير من الذنوب والمعاصي، ثم تقول: أنا عمري الآن سنة واحدة كيف؟ هناك أشخاص يعدون أعمارهم بعد التوبة، بعد أن تابوا إلى الله يعد العمر عمراً، أما قبل التوبة إلى الله فلا يعد هذا العمر عمراً، فقد ارتكبت الكثير الكثير من الذنوب و المعاصي، و كنت الابنة الصغرى في الأسرة و لذلك كتب لي من الدلال ما سهّل لي أن أرتكب الكثير من الذنوب، يوجد تعليق؟ كيف تقول: إنني إنسانة لأبوين متدينين و لله الحمد و أتيح لها أن ترتكب الكثير الكثير من الذنوب، هنا يوجد خلل، الأب المتدين و الأم المتدينة حريصان حرصاً لا حدود له على سلوك أولادهم، فلذلك لابد من المراقبة، و قد تحدثت عن هذا طويلاً في درس تربية الأولاد في الإسلام عندما وصلت إلى أسلوب الملاحظة.
 الأب و الأم ينبغي أن يلاحظا أي انحراف في سلوك أولادهم، و ينبغي أن يعالجا هذا الانحراف، لكنها تقول: ارتكبت الكثير من الذنوب و لله الحمد ليس منها الكبائر، لم ترتكب الكبائر، و الله عز وجل يقول:

﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً﴾

[ سورة النساء: 31]

 و لا حتى مصاحبة الشباب على الرغم من أن هذا عرض لي، و كنت قادرة عليه لكن شيئاً في نفسي كان ينفرني منه، و لا أنكر هنا أنني كنت أبحث عن قصة حب حقيقية تنتهي بالزواج كما صورت لنا الأفلام التي خدعتنا بقضية الحب، و جعلتها شغلنا الشاغل، إذاً من أين تستقي ثقافتك؟ من كتاب الله؟ من سنة رسول الله؟ من سير الصحابة الأعلام؟ و أنت أيتها الفتاة من كتاب الله؟ من سنة رسول الله؟ من سير الصحابيات الأعلام أم من الأفلام؟ صدقوني أيها الأخوة صدقوني أنك إذا وازنت بين أن تستقي ثقافتك من قصص الصحابة الكرام أو من الأفلام الفرق بينهما كالفرق بين ماء طاهر عذب زلال و بين ماء آسن نجس، و لهذا قال الله عز وجل:

قِصَّة رُجُوعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن