* في كل يوم تصاعدت الأنفاس و اهتزت القلوب ، لم تنم الأذهان و ارتقبت الأعين بزوغ الفجر لرؤية الأحبة ، شغف العشق يأرق الأبدان ، و يبهج الأسارير، الحب تناقض بديهي لا يستطيع أي عاقل شرحه"
"سيداتي سادتي، المرجو ربط أحزمتكم، للاستعداد للهبوط في جزيرة سانطورني اليونانية".مر صوت المضيفة عبر مسامع الركاب،و من بينهم صوفيا و صديقاتها ، " كاميليا" و "جاسمين" ، كانت تجلسن قرب بعضهن و تدردشن عن كل الأشياء التي سيفعلنها حين وصولهن جزيرة الحب اليونانية.
قامت جميعهن بالإجرائات المطلوبة ، و قد اشتد بهن الحماس للاستكشاف وجهتهن.
عند النافذة ، راقبت صوفيا منظر الجزيرة الخلاب و الطائرة تحط فوق أرضها، كانت عيناها القرمزيتين تبرقان من شدة سعادتها، أخدت تلوي إصبعها بإحدى خصلات شعرها الذهبي و هي تحلم بكل ما ستعيشه هنا، ناظرت صديقتها ، التي نادتها قائلة:
" صوفيا، أظن أننا سنحظى بكثير من المرح هنا أليس كذلك"
ردت بصوتها الهادئ الذي يخفي كثيرا من شرارة الحماس التي تشتعل بداخلها.
" أعلم ذلك ياسمين، أنظري لتلك الحمقاء التي لا تتوقف عن الابتسام بجانبك"
أجابتها كاميليا ضاحكة:
"أنا أفكر بجميع الشباب اليونانيين الوسامى الذين سألقاهم ينتظرونني لاحتضاني و الترحيب بي ".
انفجرت الفتيات من الضحك لكلامها ، لتقول ياسمين :
" هذا كل همك يا مخبولة".وقفت الفتيات امام باب المطار الصغير تنتظرن الحافلة و تراقبن محيطهن،كان الجمال يبدو جليا في كل ركن ، من الورود التي سطعت ألوانها بأشعة الشمس البارقة و انتشر عبقها في الطرقات المرصوصة النظيفة ، يمر عليها أناس ذوو وجوه حسنة مبتسمة إلى البنايات الصغيرة البيضاء و الزرقاء التي يدعو لونها إلى الابتهاج.
ركبت الفتيات الحافلة مع باقي السياح في جو مرح و لم يبرح الحماس صدورهن، في الطريق إلى الفندق الصغير أخدن الكثير من الصور لنشرها على موقع التواصل الاجتماعي و يظهرن للجميع انهن وصلن جزيرة الأحلام،ما عدا صوفيا التي لم تنشر اي شيء فبطيبعتها لم تكن ترى داعيا لنشر صور خاصة مع أناس أغلبهم لا يهتمون حقا لأمرها.
فضلت على ذلك الاستمتاع بتلك المناضر و إبقائها
لنفسها لتنتعش بها ذاكرتها بعد ذلك.وصلن أخيرا إلى فندق صغير يحوي عدة غرف خاصة و مطعما يطل على البحر و حوض سباحة، كان أشبه بالحلم المثالي في هندسته و التفاصيل الصغيرة التي زينته.
دخلت صوفيا غرفة مشتركة و صديقاتها ، رمت ياسمين بنفسها على الفراش صارخة:" كل هذا الفراش لي لا تزاحمني إحداكن"
لتجيبها كاميليا ضاحكة :" و كأني سأهتم لأمر الفراش السخيف نحن هنا للخروج و التنزه و البحث عن حبيب"
فقالت ياسمين:" صحيح ، ليس هنالك وقت للنوم حتى "
لتتبتسم بعد ذلك بملامحها السمراء الهادئة و تتجه نحو صوفيا التي كانت قد وقفت في الشرفة تتأمل المنظر الرائع للبحر و القوارب الصغيرة الراصية فوقه ، كان النسيم العليل يداعب بشرتها الصافية و ابتسمت شفتاها الكرزيتين مستجيبة له .وصلها صوت ياسمين العذب :" لقد وصلنا حقا، أتمنى لو أني أسكن هنا أبدا"
-"و أنا كذلك ، إن هذا المكان يبدو لي كالحلم الذي أتمنى أن لا ينتهي"عند حلول المساء كانت الفتيات قد استحممن و أعددن أنفسهن و جلسن في المطعم الخاص بالفندق المشهور بأشهى أطباق السمك .
أخدت كاميليا تراقب المكان و تتأمل الأوجه إلى حين وقوع عينيها على مجموعة شبان يجلسون بقربهن ، رددت بمهول :
-" يا إلهي ، أنظرن هنالك فاكهة إغريقية لذيذة".
ردت ياسمين متشوقة:"أين هي أريد التذوق".
-"حسن أنظرن من ورائكن و لكن بمهل".
فأدارت صوفيا وجهها بسرعة وقائلة:" أين هي ؟"
لتجيبها كاميليا بتوجس:" توقفي يا أيتها الغبية سيشعورون بك".
فناظرتها صوفيا باستغراب لتفهم بعد ذلك أنها كانت تقصد مجموعة الشبان .
لتناظر صوفيا خمسة شبان يجلسون إلى طاولة قربهم، ووقع نظرها على أحدهم، ليلمحها بدوره و تشتعل أنفاسها، لوهلة تأملت وجهه المبتسم، عينيه العسليتين، شعره البني الذي يغطي بعضا من جبينه في عشوائية، كان يضع قميصا أبيض تبرز من خلاله سمرة شهر يوليو، في فزع من المشاعر التي اندلعت بداخلها، أدارت وجهها بسرعة، و أخدت تشرب كأس اامتء محاولة التخفيف من ما أصابها.#يتبع
VOUS LISEZ
حب يوم واحد
Romanceبعض من السعادة نعيشه في تلك اللحظات التي يملأها شغف الحب و الشهوة، إنها لحظات نادرة و قليل منا من يعيشها، و لكنها حقيقية .. في اليونان، تعيش صوفيا أجمل قصة حب، قصة ترغب بها كل أنثى، و لكن لكل قصة نهاية، فكيف هي نهاية قصة حب في يوم واحد؟ #لكل من يرغب...