عيناكَ واللحنُ القَديمْ

823 86 24
                                    


.
.
.

مضتْ شهورُ مَديدةّ مُنذَ آخر مُطارحةَ أَجريتُها رِفقتك
حياتكَ معهاْ لَم تَكنُ بِـ تلك المِثاليةَ التي توارتْ لِـ سراديبّْ عقلي

ولكِن حُبكم كان جلُّي للناظِر
.
لا زلِت مُستذكِراً ملامحْ الصدمةَ والبُهتانْ التيّ أعترتْ تقاديسَ وجهكِ
أَبتغيتْ لو لَم يخترعْ ما يُسمى بِالهاتف لو لَم تكُن حينهاْ في المنزِل لو لَم يعَلم أحدهمُ ماهيتكْ لما كُنت بِهذهِ الحالة الآن ْ

رحيِلهاَ بغتتاً مِن بينْ يديكُّ كانَ شجّياً لِقلبكْ ولجميَع مَن في قصركْ إما لَي لا أَعلم لَم تنتابنيْ الفرحةَ بتاتاً لِأنتحارهُا ولَم أكن مُبئِساً لِرحيلُها آسفاً لأننيْ أدريكَ بِهذا ولكِن ماأعترىْ قلبيْ مِن حزنْ أمّتلأنيْ وجعلنيَ خالي الأَنا

لاسيماَ هي مِن أَنتهَابتك،ّ حسناً لمْ أكُن لِأُخبِركَ لو لَم تتزوجَ بِها لِكُنت قد أَقدمتَ لكُ أُدريكَّ بُحبيْ ولكِن أَحببتُك لِنفسيْ وبعيداً لهاْ

.
.
بعدَ رحيلُها بِشهرٍ

بينماْ كُنتْ أعدَ الطعامَ كانَ جسديْ يتمايلَ علىَ لحِن رؤياكْ الأَول أَبتسامةَ مُتهللةَ سَترتْ ثغريَ كُل ما بيْ مُبتهِج أُغمضْ عينايَ لِأرىْ عيناكَ الدُريةَ
كوكبيَ الأسودَ وما أَبهاهُ بِـ أرَضهُ البيضاءَ ونجّومهُ الصهباءْ يتطارقَ لِوجدانيَ مُنتزعاً إيايْ

وَخزْ لِكتفيِ جعلنيَ أَسقط مما كُنتْ أطفو فيه مُتغنجاً

أَستدرتْ لأراكَ تنظرْ ليّ بحدةْ أدركّتَ حينها ما قُمت بِـ أفتعالهُ تهجمتْ ملامِحُك صَريخُك دوى في أَرجاْء القصرِ حطمتْ هاتفيّ
"من يراك يظنك ساكناً في مَنزِل تملؤهُ البهجةَ ما كل هذهِ الرفاهيةَ أنا جُبتْ الأبتسامةَ مالذي أنت قائم على فعلهُ"

صريخُكْ وصوتَك نحويَ لم يكنْ مسموعاً وقتها لـ ذاتيّ

عيناي كَانتْ شاردةِ وذالِك الضعفُ الذي حَل على أيسريَ جعلنيْ أدركْ إنكَ حطمتْ جميعَ ماأستذكرتهُ لِأجلكْ

"مالذي فعلتهُ أنت أجبنيْ لم قمتْ بتحطيمهُ" صرختْ بقوةَ حتىَ شَعرتْ إن صوتيّ إِجتثْ سقطتْ أرضاً مُلمْلماً بقاياهْ وعينايْ تجري خِضامُها
"أرجوك أعدهُ" أَستنجدتْ بِك بينما عويليَّ جعل كل من في القصرْ يصبح قائماً على رأسيّ

رأيتْ والدتّي آتية وهيْ تجري نحوي لتحتضنْ جسدي المُختضْ بينما نظراتْ الخدمّ لَم تعلو مِن الشفقةَ

هل تعلمَ مالذي فَعلتهُ أَنتْ؟
تحاشيتْ النظَر بعينان إِندثرت نفسُها
ثُمَ أستدرتْ مبتعداً

الشيءْ الوحيدّ الذي كُنتّ أستذكِرُك بهِ هي
عيناكَ واللحُن القَديمْ

وقد إنكفتْ

.
.
.





عيناك واللحن القديم أحد دواوين الشاعر (مصطفى جمال الدين) هذا العنوان أثر بدواخلي من أول مرة قريتة قبل أربع سنين وجدت أستذكاره بهونغرنغ بصمةَ تفضل ساكنةَ ف قلبي للأبد.

هَونغرنغ 𐤀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن