تكملة البارت السابق..
أبعد جفنية ببطئ ليستيقظ.. ليجد نفسه يحضن الوسادة وليس صاحبتها.. نظر لأنحاء الغرفة ليتأكد ؛ حقاً هي ليست هنا.. هو ليس معتاداً على الإستيقاظ هكذا بدونها.. نهض بسرعة ليسأل عنها بالأسفل.. خرج من الغرفة ليجد أسماء تجهز الفطور ليسألها بلهفة قائلاً :
" أمي أسماء هل رأيتِ ريان.. أين هي "
إبتسمت أسماء بحنان لِتُربت عليه هامسةً :
" لاتخف يا بني إنها هُناك " رفع أنظاره حيث أشارت ليعلم أنها على السطح..
إبتسم ليشكر أسماء ويدخل الغرفة.. جهّز ثيابه وأخذ حماماً سريعاً بالفناء العلوي ليصعد درجات السلم ليراها.. لقد إشتاق لها حقاً.. وما أن وصل لينتعش قلبه برؤيتها كانت جالسة مولية ظهرها قرب السور تحادث نباتاتها المفضلة.. (نبتة ميرانها تلك ذي الورود الحمراء ونبتتها الأخرى الجديدة التي جلبتها معها من قصر شاد اوغلو )
نظر لها بحنان وعاطفة ليقترب بهدوء بدون إزعاجها ليسمع حديثها الذي أقشعر له بدنه وهي تقول للنباتات بصوت دافئ :
" حقاً انا محتارة جداً كيف سأخبر ميران.. يجب أن أجد شيئاً مميزاً أليس كذالك.. نعم نعم بالنهاية هذا ليس أي خبر لا يمكن أن أقول له هكذا فجأة ( ميران أنا حامل ) او ( أنت ستصبحُ أباً ) هذه طريقة تقليدية جداً.. "
وكأن العالم توقف عن الدوران لم يعد يسمع أو يرى شيئاً فقط يتردد بإذنه صدى كلماتها هذه .. اُصيبَ بالجمود هل حقاً ريانته حبيبته الصغيرة حامل... كـُل السعادة الموجودة بالعالم أجمع تجمعت داخله عند إدراكه حقاً لحقيقة حملها وعندما كان سيتكلم سبقته ريان هامسةً لنباتاتها بعاطفة :
" على أي حال يجب أن أذهب الآن لأوقظه إشتقتُ له كثيراً " إبتسمت بخجل لتُنزل رأسها وتضع يدها على بطنها قائلة بحنان :
" أليس كذالك يا إبنتي او بني " وضحكت بخجل وصوت مسموع لتنهض ويدها لاتزال على بطنها.. إلتفتت لترى ميران ينظر لها بنظرات ودموع طفل ٍ سيجتمع مع أمه بعد غياب وقد تمكّن منه الشوق والحسره...أما هو وكأن صدمته تلك الأولى لا تكفي لقد زادت كلماتها الوضع سوءاً يا إلهي ألا ترحم مشاعره يريد أن يحتضنها ويبكي ويصرخ.. لا يعلم ماذا يريد أن يفعل من السعادة.. عندما إلتفتت حوّل نظراته لا شعورياً لبطنها ليجد يدها لازالت على بطنها.. قطعت أفكاره صوت محبوبته وهي تقول بصدمه :
" ميران " لِتُدرك فجأة يدها التي لازالت على بطنها لتسحبها بسرعة كي لاتُشعره بشئ وتخرب مفاجأتها على حسب ظنها بالإضافة إلى أنها لاتعلم هل سمع حديثها أم لا ولكن من نظرااته وعيونه تأكدت من تخريب مفاجأتها .. أخفضت رأسها بخجل لِتسأله وهي تراه يقترب منها ببطئ :
" ميران انت هل..هل سمعتني ؟ "
إقترب منها ليضع يداه على وجنتيها يمسد عليهما بإبهامه وهو بجوّل نظراته بين بطنها ويعود لرفعا مجدداً ناظراً إليها بتأثر ومشاعر لم يعهدها من قبل ليهمس بصوت متأثر وحنون :
" ري..ريان هل ماسمعته.. ماسمعته صحيح.. هل ..هل أنت.. حقاً حامل " سألها جُملته الأخيرة بنبرة لو يُدون التاريخ لها أسماً..
لتنظُر إليه بخجل هامسة بدفئ :
" يعني.. انا البارحة عرفت..وكنتُ أفكر بطريقة لإخبارك " راقبته وهو يحوّل أنظاره لبطنها لِيُنزل يده يلمس بطنها بخوف وقلق وكأنه سيؤذيها بلمساته بينما يده الأخرى لازالت على وجنتها...
ليمسح على بطنها بعاطفة وتأثر قبل أن بهمس بصوت خافت :
" إنتِ حامل حبيبتي .. أنتِ.. نحن سيُصبحُ لدينا طفل صغير.. " ليرفع أنظاره نحوها فجأة وكأنه أدرك الآن حقاً فكرة حملها.. ليبتعد عنها خطوتين قائلاً بغباء
" ريا..ريان أنتِ حامل حقاً.. يعني أنا سأصبِحُ أباً وأنتِ ستُصبحين أُماً " لتقول له ريان بخجل ممزوح بحب وحماس "نعم يا ميرا.. "
وقبل أن تُكمل كلامها ليصرخ فجأة وكأنه أستوعب الآن قائلاً بإدراك :
"إنتِ حااامل " لتنظر له ريان بإستغراب وصدمة من تصرفاته لتجده فجأة يلتقطها بين ءراعية ويدور بها وهو يصرخ بصوت عالي وهو يضحك " اللللللللللللللله ... الللللللله " لِتُشاركه ريان جنونه وهي تضحك أيضاً قبل أن توقفة قائلهً من بين ضكتها :
" ميراا..ميران توقف.. توقف سيحدث شيئ للطفل "
ليتوقف فجأة وينزلها وينظر لبطنها قبل أن ينقض عليها بالقُبل وهو يبدأ من جبينها ليطبع عليه عدة قبلات مروراً بعينيها لوجنتيها لأنفها لشعرها ..
ليوقظة فجأة صراخ العائلة جميعها التي تجمعت ورائه بعد أنو خرجوا جميعاً على صوت صراخه وجنونه..لتبدأ الأسئلة بداية من عزيزة لتسأل بصوت عالي :
" ميراان ماذا حصل " لتقول شكران وهي تلهث من تعبها بعد صعودها الدرج قائلة :
" ميران بني ماذا حدث هل انتم بخير .. " لينظر ميران لريان وينفجر ضحكاً من سعادته " لينظروا البقيه له ولبعضهم بإستغراب قائلين بإنفسهم " بالتأكيد هذا أُصيب بالجنون "