إحنا من الأخيار يا مختار✔

٢| الوكر✔

وقف حسام ينظر نحو الوكر "السري" بصدمة، أشار نحوه وسأل:
- إيه ده؟

قالت كيداهم ببساطة:
- ده الوكر.

سأل حسام بصدمة:
- ده الوكر؟

أكدت له فاكيها:
- هات المصحف أحلفلك عليه لو مش مصدقني.
عند هذا الحد استدار حسام وقد قرر ترك أولئك المجانين والبحث عن غيرهم، فهو لن يضع ماله مع أشخاصٍ مخابيل يتخذون أريكة وردية اللون كوكر لهم، كيف سيساعدون أخته بتلك الأريكة الوردية؟ نادته محاسنها:
- ولا، خد تعالى إنتَ رايح فين؟ هو دخول الحمام زي خروجه.

فاكيها:
- تعالى يا بني مترفهدنيش الله لا يسيقك، أنا لسه مدلوق عليا لبن.

قاموا بإمساكه كلتاهما لئلا يهرب، ثم دلفوا إلى الشارع، يحيون هذه ويصافحون هذه، حتى وصلوا إلى مقرهم الذي كان عبارة عن أريكة جلدية وردية في نهاية الشارع، والذي كانت نهايته حائط مصمت مليء بالرسومات والكتابات الجدارية، وفوق الأريكة كانت هناك مظلة لتحميهم من حرارة الشمس، وأمام الأريكة كان هناك طاولة صغيرة تجتمع عليها المشروبات أو الماكولات ويتم التخطيط عليها للمهمات، جلس أربعتهم على الأريكة وجلبوا كرسيًا لحسام المندهش، والذي يشعر وكأنه مخطوف.

قالت كيداهم بعدما جلس الجميع:
- دلوقتي بقى نقدر نقولك أسماءنا الحقيقية، أنا ناهد.

وقالت محاسنها:
- أنا هند.

فاكيها:
- وأنا نور، وده عبدالرحمن.

قال حسام باستغراب:
- عبدالرحمن؟ مفيش مجرم بيبقى اسمه عبدالرحمن.

نور:
- ما هو إحنا مش من المجرمين إحنا من الأخيار.

- اه طبعًا.

أدار وجهه للناحية الأخرى وسب نفسه وغباءه، ثم استدار لهم بابتسامة واسعة، وقال:
- هو إحنا قاعدين هنا ليه؟

ناهد:
- هنعمل الخطة.

حسام:
- في الشارع؟

ناهد:
- لا في الوكر بتاعنا، أمال إحنا قاعدين فيه ليه؟

قال بابتسامة تكبت خلفها الكثير:
- صح، معاكي حق فعلًا.

وفي داخله كان يصرخ" مرارتيييي"، مرت امرأةٌ خمسينية بجانبهم وقالت:
- إيه ده يا ولاد عندكوا ضيوف؟ مش كنتوا تقولولي؟

نور:
- نقولك إيه بس يا أم منة؟ هو إحنا مخبينه ده الشارع كله عرف.

- العتب على النظر بقى، استنوا هجبلكوا الكيكة والشاي.

هند:
- ربنا يخليكي يا أم منة.

حسام:
- الخطة يا.

ناهد:
- اه صح الخطة.

أنزلت يدها أسفل الأريكة وأخرجت ورقة بيضاء بحجم الطاولة مطوية جيدًا، وضعتها على الطاولة وقامت بفردها، ثم قالت:
- قلم.