الجزء الأول
تبدأ القصة بثلاثة شباب كانوا على ضلال فقد كانوا دائما ما يتعاونون على الإثم والعدوان، كانوا يأمرون بالمكر وينهون عن المعروف، كانت حياتهم لهو ولعب لا يكسبون بها سوى الذنوب ويكثرون فيها من المعاصي حتى جاء اليوم الذي أراد الله سبحانه وتعالى فيه بالهداية لأحدهم، فاستقام وذاق حلاوة الإيمان من بعد المعصية، ولكنه أراد أن يأخذ بيد صاحبيه للطريق المستقيم، فاجتهد عليها ولم ييأس حتى أصبحوا جميعا على نفس النهج، فمن بعد ما كانوا يسارعون في المعاصي والمنكرات أصبحوا يسارعون في فعل الخيرات والإكثار من الطاعات.تعاهدوا فيما بينهم على تعويض كل ما فاتهم من سنوات العمر في الضياع والمعصية، فاتفقوا فيما بينهم على الاجتماع كل يوم قبل صلاة الفجر بساعات للفوز بوقت السحر، الوقت الذي يتنزل فيه رب العباد نزولا يليق بجلاله وبعظيم سلطانه، يذهبون لمسجد ويقضون فيه من الصلاة ما قدر الله لهم منها، استمروا غلى حالهم وصلاحهم وتقواهم لمدة طويلة من الزمن؛ وبيوم من الأيام من كان موعده في الجمع بهم جميعا تأخر كثيرا لدرجة أنه لم يتبقَ على آذان الفجر إلا نصف ساعة، وعندما جاءهم قالوا فيما بينهم: "دعونا لا نضيع الوقت أكثر من ذلك".
وأثناء سيرهم للمسجد توقفت أمامهم سيارة يخرج منها صوت لا يطاق من شدة صخبه وكأنها ليست ساعة مباركة، أشار أولهم إلى من بداخل السيارة وقد كان شابا قوي البنية مفتول العضلات ولكنه لم يلقي له بالا، وجرب معه الثاني والثالث ولكن لا حياة لمن تنادي!
أشار بعضهم على بعض أن يكونوا سببا في هدايته كما هداهم الله من قبل فالمؤمن لا يصبح مؤمنا بيقين إلا إذا أحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأصروا في الدعاء على الله سبحانه وتعالى، انطلقوا بسيارتهم خلفه أملا في اللحاق به، وما إن رآهم حتى ظن أنهم يريدون سباقه والانتصار عليه، فأوقف سيارته ونزل منها متوجها عندهم والغضب مكتوب على جبينه، وقد كان طويل القامة عريض المنكبين مفتول العضلات وقال لهم بصوت مرتفع يملأه الغضب: "ماذا تريدون؟!".
فابتسم ثلاثتهم في وجهه بطريقة بشوشة وقالوا بصوت واحد: "السلام عليك ورحمة الله وبركاته".
تعجب الشاب من ردهم فمن يريد قتالا أو تحديا لا يسبق سلامه كلامه، فقال أحد الثلاثة: "ألا تعلم يا أخي في أي ساعة نحن الآن؟!".
رد صاحبه عليه: "إننا يا أخي العزيز بساعات السحر والتي بها يتنزل الله سبحانه وتعالى ويقول لعباده هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له".
رد عليهما الشاب قائلا: "ألا تعلمان من أنا؟!"
فرد أحدهم: "لا يا أخي ولكننا نود أن نعلم".
فقال: "أنا حسان من خلقت النار لأجلي!"
قال أحدهم مصدوما: "اتقِ الله يا أخي فباب رحمة ربك دائما مفتوح، وربك الكريم لا يرد عبدا من عباده ويقبل التوبة من الجميع، فسبحانه من قال من أتاني يمشي أتيته هرولا، ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه باعا"، وأخذوا يذكرونه بما أنسته إياه الدنيا واغتر بها إلى أن قال الشاب: "يقبلني؟!، يقبلني وقد فعلت من المعاصي ما تتخيلونها ما لا تتخيلونها، أيقبلني ولم أترك فاحشة إلا وقدمتها؟!".
قالوا: "نعم يقبلك فهو القائل سبحانه وتعالى (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)"
قال الشاب: "إنني شارب للخمر الآن فبأي وجه أذهب معكم للمسجد علاوة على أني..."وصمت، فهموا ما كان يريد إخبارهم به فأخذوه لأقرب دار لهم حتى يغتسل "حسان"، وألبسوه أحسن الثياب وتطيب بالعطر، ومن ثم ذهبوا إلى المسجد وأدوا صلاة الفجر في جماعة.
العبره من القصة ان كل شيء له توبه حتى الزنا فاتقو الله واستغفروا في كل وقت ......بنين السماوية
YOU ARE READING
فراشة العشق🦋
Документальная прозаخواطر عن الله سبحان وتعالى وعن الثقة به وبعض الخواطر الحزينه والأشعار العراقية ابو ذيات وغيرها