الفصل الرابع|صفقة تجاهل

119 17 30
                                    

ابتعد عني وهو يلتقط منديلا ليمسح كتفه وكلتا يديه وعلى وجهه ملامح التقزز، نظرت اليه  بأنزعاج ما الذي يعنيه بتصرفه هذا؟!

تنفست بعمق لمحاولة التخفيف عن غضبي وتناسيت فعلته الغير محترمة، لااريد التفوه بكلام يجعلني اندم لاحقاً، فهذه الفرصة لن تتكرر مجدداً...

"أتعلم، سأدع صديقتي تشاهد هذه الصور حتى تصدقني بمجرد رؤيتها سيجعلها تصرخ من شدة الصدمة..." بقيت تتكلم بحماس وهي تقلب في الصور لكنها لم تجد اي ردة فعل من الاخر الذي امامها.

رفعت نظري لاجده يقلب في هاتفه بهدوء بينما يده الاخرى يدلك بها جبينه حتى لون وجهه تغير وكأنه اصبح شاحباً للغاية...

" ايزاك هل انت بخير ؟" تسائلت بقلق وانا انظر اليه بعد ان وضعت هاتفي في حقيبتي ليوجه نظره لي ليردف بأستفزاز " لن اكون بخير الا حين يتوقف فمكِ عن الثرثرة التي لامعنى لها ابداً" أطلت النظر بهِ أنا لم اتوقع تصرفهِ هذا ! او الكلام الذي تفوه بهِ، كنت اظن شخصيته كالادوار التي يؤديها في برامجه التلفزيونية.

"ثرثرتي افضل من صمتك الذي يسبب الملل ويجبرك على النوم، حتى الرحلة ستصبح مملة للغاية وتجبرك على العودك الى منزلك" اردفت بصوت مرتفع حتى اجعله يسمع لعل هذا يجعله يخرس ويخفف من غروره المتعفن، ابتسمت بهدوء وانا اخرج هاتفي من حقيبتي بعد ان شعرت بنظرات حاقدة وغاضبة نحوي رائع شعرت بلذة الانتصار واردّت كرامتي انا لااحتمل ان يتم اهانتي من قبل اي شخص مهما كان مشهورا او غنياً..

"سيدتي، سيدي الطعام.." نادت المضيفة لكن قاطعها ايزاك من غير ان ينظر اليها بل موجه نظره نحوي "ضعيها هنا"  تجاهلت نظراته نحوي وكلامه نحو المضيفة التي نظرت لي بدورها، ابتسمت لها لتبادلني الابتسامة بعد ان وضعت لي الطعام لتتحرك مبتعدة عن المكان متجهة الى غرفة اخرى من المطار.

بدأت الاكل متلذذة بكل ذرة من الطعام ياالهي لم اذق طعاماً كهذا !
لماذا هذا الطعام لايقدموه في المطاعم التي لدينا في المدينة ؟!
شعرت بنظرات متجهة نحوي لأرفع رأسي عن الصحن خاصتي لأشاهده وهو يطالعني بتقزز عاقداً حاجبيه..

"ماذا ؟!"  قلت وانا ابتلع لقمة الطعام التي في فمي " اسمعي يا آنسة  اما ان تتناولي طعامك من دون اصدار اي صوت مقزز يجعلني اشعر بالقرف يفقدني شهيتي ، او ان تتحركِ بعيداً عني وتذهبين الى مكان لااراكِ فيه او يُسمَع فيه صوت مضغ طعامك !".

نظرت اليه مركزة في عينيه لأردف بحدة " يا سيد لاتعتقد بأنك مشهور وذو نفوذ قوية يجعلك ان تتسلط وتفرض رأيك على اشخاص آخرين، اسمعني جيداً انا اعلم بأني معجبة بك لكن مهما كنت ومهما كان نفوذك لايقف امام كبريائي وشخصيتي ان لم يعجبك طريقة تناولي للطعام فتفضل بالجلوس في مكان آخر غير هذا الذي تجلس عليه كما تشاهد امامك هنالك الكثير من الاماكن الشاغرة هنا فأي منها تجلس يكفيك تماماً ولربما زائد عليك كما تعلم فانت شخص هادئ ويحب الهدوء اكثر من كل شئ" قلت نهاية كلامي بسخرية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 02, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كذبة|| a lieحيث تعيش القصص. اكتشف الآن