داخل منزل مؤمنة و شقيقاتها :-شهقت كلاً من زمردة و رِفقة عندما إنصبت نظراتهم أعلي " زهرة " مُغتاظة الملامح ، فوضاوية الهيئة نتيجة ذلك الشِجار الذي كلفها مجهود ضخم كي تنتقم من ذلك المُتدني ..
يا خبر !! مين اللي عمل فيكي كدة يا زهرة ؟
هذا ما تسائلت به توأمها " زمردة " بـ أعين تجمعت بها العبرات بينما تحدثت تلك " المُشاغبة " في دفاع وكأن لها الحق فيما فعلته :-
محدش يقدر يعملي حاجة ، و لولا أختك حاشتني عنه كان زماني فالقة دماغه نصين النهاردة ..
هو مين ده يا زهرة ؟؟
تساؤل هلِع من قِبل " رِفقة " لتلك الـ " زهرة " دامية النظرات و كأنها شعرت بـ أن شقيقتها المتهورة كادت أن تُقارب علي سفك دماء أحدٍ ما بتلك الهيئة المُزرية التي تمكنت من تسلل القلق نحو قلب الجميع ..
أغلقت " مؤمنة " باب المنزل في بعض من العنف تُنهر تلك التي تقف أمامها و ذخيرة قواها لم ترتخي بعد :-
عجبك الفضايح اللي إنتي عملتيها ديه يا ست زهرة هانم ، مبسوطة و أنا رايحة أجيبك من القسم بعد نص الليل !!
ظهرت نبرة مليئة بـ اللامبالاة في صوت " زهرة " بعد أن هبطت بـ جسدها أعلي المقعد تُعيد من فوضاوية خصلاتها المُشعثة التي برزت من أسفل حجابها بفعل ما حدث :-
أكيد مش مبسوطة يعني يا مؤمنة ، مش كفاية خليتيني أتنازل عن المحضر ، كان زمانه بيغني ظلاموه دلوقتي في الحبس إبن شكاير كوم المعيز ..
ردت " مؤمنة " بنبرة مُستهجنة لـ تلك التي تتحدث في ندم من إكمال مزيدها الوقح الذي لـَ ربما أتي بثمار تودي بها نحو حافة الهلاك :-
لا طبعاً مليش حق إزاي أخليكي تتنازلي عن المحضر !؟ أنا كنت سيبته يعملك محضر تعدي و إنتي تعمليله محضر تحرش و محضر قصاد محضر و تتعرضي علي النيابة و مستقبلك يضيع عشان الهانم دراعها سابق مخها ، ده إذا كان عندك مخ و بتفكري زي الناس الطبيعية .. لأ وكمان بـ تكملي عجن فيه قدام الظباط يا قادرة ..
ثم إسترسلت " مؤمنة " حديثها بندم حاملة الذنب فوق عاتقها المُحمل بما يكفيه من صدوع :-
بس الحق عليا ، أنا اللي غلطانة عشان سيبتك تنزلي في وقت متأخر زي ده ..
يا مؤمنة إنتي متعرفيش الحيوان اللي إسمه
" أبلكاشة " ده قالي إيه ، ده غلط في فينا و شتمنا ، كنتي عايزاني أعمل إيه يعني ؟! مقدرتش أمسك نفسي الصراحة قومت غليت فشي فيه ..تلك الكلمات التي ألقتها " زهرة " فوق مسامع الجميع في دفاع بالغ .. فـ الأمر ليس هين بالنسبة لـ سليطة اللسان تلك كي تجعل شقيقاتها يمسسهم سوء وهي علي قيد الحياة ..
همست لها رِفقة بـ مزاح لا يتناسب مع ذلك الموقف مهتز الأجواء :-
غليتي فشك إزاي يا أروبة ؟!