☆
Flashback
لم أستطع تحمّل الألم الذي يسري في صدري و رقبتي و في كُل جزء من جسدي. توغّلتُ في الغابة مُبتعدًا بعد الإطمئنان على سلامة صغيرتي نُواه و من هُناك بدأ صراعي الدّاخلي مع لعنتي.
لم أستطع تحمّل احتكاك ملابسي على جسدي حتّى. مزّقتُ قميصي دُون وعي لأركع على رُكبتيّ. ألمٌ فضيعٌ يسري في صدري ليستقرّ هُناك ثم اختفى فجأة ليبتلعني الظّلام بعدها.
لا أعرفُ تحديدًا كم من الوقت قضّيتُه فاقدًا للوعي، عندما استيقظتُ وجدتُ نفسي في غُرفة صغيرة. أردتُ تحريك يدي لكنني- لمَ أنا مُكبّل ؟!
رفعتُ رأسي لأنظُر إلى طرف السري، قدماي أيضًا مُكبّلة. حرّكتُ يداي و قدماي بقوّة بُغية تحطيم الأصفاد و لكنني مُنهك.
"توقّف عن الكفاح، ستُجهد نفسك" سمعت صوتُ رجُل.
"من أنت" سألتُ أبحث عن مصدر الصوت إلى أن تقدّم لمرآى عيناي. كهل يبدو في العقد الخامس أو السادس من العمر يقف أمامي.
"أنا مٌجرد شخصٌ أعيش في الغابة، لن أؤذيك" أجابني مُتقدما نحوي، "بما أنّك استيقضت فسأخلع عنك تلك الأصفاد لابدّ و أنها مُزعجة.
"كثيرًا" أجبتُه رافعًا يداي ليشرع في فتح الأقفال. "من أنت؟" سألتُه و لكنه لم يُجب، "لمَ تُساعدني؟ هل تعرفُني؟" انهلتُ عليه بالأسئلة لينظُر لي ثم يبتسم.
لم هو يبتسم ؟
"أنت لا تتذكّر شيئًا أليس كذلك"
"أتذكّر ماذا ؟ آخر شيئ أسترجعُه كان الألم ثم فقدان الوعي" همستُ بصوت مسموع.
"أنا لا أحد، فقط عجُوز يُحاول العيش في سلام. قبل فقدانك لوعيك، فقدت السيطرة على لعنتك، انظر إلى جسدك" أشار إلى صدري، "في البداية اعتقدتُ أنك تحت تأثير المُخدرات و لكن عندما شاهدت تلك العلامات تُطبع هُناك فجأة استطعتُ فهم الموقف. أنت ملعُون" أجابني يُلقي بالأصفاد بعيدًا. "ما اسمُك ؟" سألني.
"يول تشان" أجبته.
"أنت من عائلة بارك أليس كذلك ؟"
" أجل" أجبته.
"اسمي ويليام، ستبقى معي لفترة إلى أن تخفّ لعنتك أو إلى أن تستطيع التّحكم فيها من جديد"
"هل علي أن أثق بك ؟ أنا لا أعرفُك حتى.."
" ليس لديك خيار آخر، إما أن تقبل مُساعدتي أو تذهب في سبيلك مُتصارعًا مع لعنتك"