كيف نصلي صلاة جيدة؟
الصلاة، في المرحلة الأولى، التزامُ الأدب وليست مبادلةَ الله الغرام!
ما إن يقال "صلاة" حتى يظن البعض أن الصلاة الجيدة هي تلك التي تظلّ، من أولها إلى آخرها، تذرف الدمع وترتعد فرائصك خوفاً من الله!
كلا، ليس في الصلاة أبداً شيء من هذا.
اسمحوا لي أن أخبركم بمعنى الصلاة الجيدة في المرحلة الأولى.
ليست الصلاة عبادة يتحتم أن تؤدّيها بحال معنوية.. تؤديها بدموع.. تؤديها ببكاء ولوعة وعشق، لأنك حتى وإن كنتَ من أهل اللوعة والدمعة فإن أمير المؤمنين(ع) يقول:
«إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالاً وَإِدْبَاراً»؛ فأحياناً تكون لدى المرء رغبة في العبادة وأحياناً أخرى لا تكون لديه هذه الرغبة!
من المستحيل للعبادة التي يجب ممارستها خمس مرات في اليوم أن يكون من الضروري البكاء أثناءها!
فلو كان البكاء لزاماً عليك كُلّما صلّيتَ لقال الله: "صَلِّ متى ما وجدتَ عندك حالاً للصلاة".
المرحلة الأولى في أداء الصلاة الجيدة هي السلوك فيها، إذ يجب أن يكون عن أدب.
فلنُحسِن الوضوء.. لا نَصفِق الماء هكذا على أذرُعنا!
فإننا نقوم بعمل وقور. فلو أردتَ غسل الفاكهة أمام الضيف وتقديمها له كيف ستغسلها؟ ستغسلها باحترام.
فحين تتوضّأ أمام الله فهو ليس غَسلاً لتضرب بكفك هكذا وتنصرف! فلنُحسِن الوضوء.
ما معنى التأدّب أمام الله؟
قيل: القراءة الصحيحة للقرآن.
سؤال: متى تَبطُل الصلاة؟
إذا صلّيتَها بشكل خاطئ، أم إذا صلّيتَها بلا بكاء؟كم خصصتَ من الوقت لتُتقن القراءة الصحيحة في الصلاة لتتلفّظها عربية بمعنى الكلمة؟
إذا وقفت للصلاة لا تُنَقّل بصرَك هنا وهناك..
صَلِّ بأدب.إذا وقفتَ أين يجب أن تنظر؟
إلى محل السجود.فأين ينبغي النظر إذا ركعتَ؟
لو نظرتَ إلى التُربة عند الركوع..
سيرتفع جفناك.. وهذه إساءةُ أدب!فالمرءُ بين يدَي الله لا يرفع بصرَه إلى هذا الحد!
علامَ يجب أن تُسَمّرَ بصرَك حينها؟
على قدميك.. أسفل قدميك.
فأين يجب أن تنظر حال التشهُّد؟
إنك إن نظرتَ إلى التربة انفَرَجتْ زاوية نظرك أيضاً. أثناء القيام عليك النظر إلى التربة، لكنك إن نظرتَ إليها جالساً تنفرِجُ زاويةُ البصر ويرتفع جفناك. فتأدّبْ!..
انظر إلى ركبتيك أثناء التشهد.. لا إلى التربة.
- خصِّصْ (للصلاة) وقتاً كافياً.
- لكنني والله مستعجِل!
ـ "مهلاً.. أين تريد الذهاب؟أمنزعج من أنني شئتُ أن أمارس ربوبيّتي عليك، وأشاهد عبوديّتك لي معاً؟! أبِالسرعة هذه؟! أبعدم الصبر هذا؟!"
مَن فرغَ من صلاته فانصرفَ ولم يأتِ بالتعقيبات قال الله:
«خُذُوا صَلاتَهُ فَاضْرِبُوا بِهَا وَجْهَه».قلت له: أعطيك الآن كل ما تسألني، فنهض وانصرف.. إلى أين يذهب؟ أبِالسرعة هذه؟! أبعدم الصبر هذا؟!"
ليست الصلاة عبادة يتحتم أن تؤدّيها بحال معنوية.. تؤديها بدموع.. تؤديها ببكاء ولوعة وعشق. المرحلة الأولى في أداء الصلاة الجيدة هي السلوك فيها، إذ يجب أن يكون عن أدب.