" Tell me something Girl, Are you happy
in this Modern world? "☘🌾
لَو أَعْطَيتُ رَجُلاً مَجمُوعَةَ صُوَرٍ لِتِلمِيذَات وَ سَألْتُهُ عَن أَكثَرهِنَّ حُبُوراً بِالنِّسْبِة لَه، فَهُوَ لَن يَخْتَار بَالضَّرُورَةِ أَجْمَلهُن.
عَلَيكَ أَنْ تَكُونَ فَنًاناً، مَجنُوناً أَو غَارِقاَ فِي العَارِ وَ الهَوَسِ وَ اليَأْسِ كَيْ تَسْتَطِيعَ أَنْ تُمَيِّزَ أَكْثَرَ الفَتَيَاتِ شَيْطَنَةً مِنْ وَسَطِهِن.
هِيَ تَقِفُ شَامِخَةً فِي بُقْعَةٍ مُعَيَّنَةٍ فِي هَذَا العَالَم دُونَ أَن يُلاَحِظِهَا أَحَد، بَلْ لاَ تَنْتَظِرَ أَنْ يُلاحَظَ وُجُودَهَا، تَقَفُ بِبَسَاطَةٍ لاَ مُبَالِيَة.
" ذلك الشموخ يهلك قلبي "
أخذت نفَسا عميقا كله يأس بعدما أدركت أنني أفكر فيها للمرة المائة على التوالي.
حتى بين طيات حروفك أتيه
" لوليتاَ "
" هل ناديتني؟ "
كانت مستلقية بكتفها الأيسر على باب الغرفة، لم تصدر صوتا لحظة قدومها، لم تفكر حتى بطرق باب الغرفة إحتراما لي.
عندما أدركت وجودها إنحيت لالتقاط بعض الأوراق المتساقطة على الأرض قبل أن أستشعر جسدها الصغير وهو يعتليني." ع..عفوا "
عفوا؟ أكان يجدر بي قول ذلك؟ ليس و كأنني أريد منها الابتعاد عني، أنا أريد قربها بالفعل.
أنا فقط..لم أعتد على هذا النوع من الجرأة.
جرأة طفلة." سيد سيهون"
رحمتك يا الله، مجرد مناداتها لي بتلك الطريقة تجعلني أرغب بسجنها داخلي للأبد.
لقد خيل إلي أنني أسمع إسمي بين ترانيم كنسية." نعم عزيزتي"
" هل أنا فتاة سيئة"
سيئة بما فيه الكفاية أن أسرت قلبي أعماق عينيك اللوزتين وهما تخترقان خاصتي.
" لستِ كذلك."
" إذا لما يتم هجراني في كل مرة أمنح فيها قلبي لأحدهم؟ "
لمحت الحزن و هو يستقر في وجهها الطفولي, تكبدها العناء في كبت آهاتها من أن تنجرف خارجا.
بِتُّ أرى إرهاقها وهو يظهر في تشابك أصابعها المرتجفة ، و محاولتها لإخفاء جسدها الهزيل بحضني.
إنها تبالي بما يحدث حولها، و تستشعر غروب الشمس و آنسدال الظلام، تخشى تلك الظلمة الحالكة التي تهاجم قلبها، تدرك رحيل الجميع عنها." كما هو الحال الآن" بهدوء أردفت.
" ماذا تقصدين؟" سألت في فضول أكبر.
صمتت لثواني معدودة لتردف بعدها بكلمات أججت على إثرها نار لن يخمد لهيبها بقلبي.
"...هل سترحل..أنت أيضا؟"
كنت أعلم -قبل هذه اللحظة بالذات- أن وجودي في هذا المنزل ليس دائما، فأنا مجرد عابر سبيل سيترك المكان في وقت قريب و سيختفي دون أن يخلف أثرا على الجميع بمن فيهم لوليتا، لكن تفكيري كان على نحو ما غير صحيح، بعد أن تأملت لدقائق معدودة في تراسيم وجهها و أدركت أنها كانت صادقة في كلامها.
لكن و مع ذلك، إن الامر ليس بالعادل ولا باٌلهين. فأنا وهي، علاقتنا ليست سوى أجير و ابنة صاحب المنزل، و حوارتنا محدودة الى حد ما.
لكنها ليست كذلك الان، لانها إرتقت الى مستوى اكبر قليلا.
إرتقت الى مستوى يصعب التراجع عنه.و في هذه اللحظة، التي يتوقف فيها الزمن عند جسدينا، وكفي التي لا تتوقف عن مداعبة أناملها. و شفاهي التي تكاد تتوقف عند حدود خاصتها، وقلبي الذي بات أسيرها الى الابد.
فأنت يا لوليتا، قلبي، وكل ما في قلبي."هل يهمكِ أمري يا صغيرة؟"
أردفت بهدوء متصنع، و الخوف يحبس أنفاسي من أن تبلغ مجراها خشية أن تتضرر مشاعرها إثر سؤالي، غير أنني تعمدت هذا النوع من التساؤلات المنحطة التقدير كي أشبع فضولي في اكتشافها.لم أرى في انعكاس عينيها شيئا من الحزن و لا اليأس الذي تملكها قبل دقائق قليلة، و كأن عبوسها كان زائفا، و قد أشرق وجهها الطفولي ومالت برأسها كنوع من اللامبالاة.
" ليس بالأمر المهم"
لا أخفي مدى استيائي لردودها المفاجئة و الخالية من أي تعبير، لكن سرعان ما اختفى شعوري باليأس فور لمحي لشبح الابتسامة الذي ظهر فجأة على محياها قبل أن تنبعث قشعيرة من تحت قدماي مرورا بكامل أطرافي و خلف عنقي، حيث إستقرت يدها لتبعثر خصلات شعري التي انجذبت بدورها لأناملها؛ كانجذاب المغناطيس بأحد أطراف الحديد الصلب.
و تتسارع نبضات جناني، و يتسع قفص صدري مع كل محاولة لجذب أكبر كمية من الاوكسجين المُستقر في زوايا الغرفة.
مع كل نفس مضطرب يشق طريقه، ألفيها و صدرها المتكدس برائحة الياسمين، ممتزجة برائحة كفرٍ حلوٍ أنجبته النشوة المنبعثة من كلينا، ينبسط و يقترب ناحيتي.و جنة المحبوب أنثاه تحضُنه.
لم أكبح نفسي عن عناقها بقوة. و لا تقبيل تلك الشفاه التي كانت و لا تزال مبتغاي و ملاذي كل هذا الوقت.
"لوليتا قلبي."
"و لأمنحك الفؤاد كله، و الروح أنت."
#Aisha8_99