2/ المهمة المستحيلة

2K 124 19
                                    

دخل ( أدهم صبری ) إلى غرفة قائد المعسكر وأدى التحية العسكرية باحترام

کان يرتدی حلة زرقاء أنيقة ورباط عنق رمادي ، وشعره مصفف بعناية ، وحذاؤه لامع ، وكأنه لم يقفز من طائرة حربية منذ نصف ساعة .. أشار مدير المخابرات إلى مقعد قريب ، وقال ل ( ادهم )

- اجلس ايها المقدم .. لقد طلبت القوات الجوية مساعدتنا في مهمة صعبة ، تحتاج إلى رجل مخابرات بارع ، ولم يكن هناك من يصلح لهذه المهمة سواك هيا استمع إلى اللواء ( عاطف )

قال اللواء ( عاطف ) ، وهو مد يده بصورة

فوتوغرافية ملونة إلى ( أدهم ):

انظر إلى هذا الرجل جيدا .. إنه ( جمال

عمار ) ، واحد من أعظم علماء الطيران في مصر ... لقد كان هذا الرجل يضع تصميما سريا لطائرة جديدة ، وقد اقتربت تجاربه من النجاح ، عندما سافر إلى فرنسا لحضور مؤتمر خاص بالطيران الحديث في باريس .. وبرغم الحراسة القوية التي كانت حوله ، فإن هذا الرجل قد اختفي ظهرت الدهشة لثوان على وجه ( أدهم ) ، ثم عاد يكتسي بالجمود ، 

وسأل باهتمام - ألا يحتمل أن يكون هذا الرجل قد تم تهريبه إلى دولة أخرى ؟

هز اللواء رأسه نفيا ، وقال : - لا ، لقد راقبنا كل المطارات والطرق ، بالتعاون مع البوليس الفرنسي.

قال ( أدهم ) بهدوء :

- في صندوق دیبلوماسی مثلا

ابتسم اللواء وقال :

- لقد راقبنا كل ما غادر باريس من صناديق بالحجم الذي يتسع للعالم .. راقبناها جميعا .. راقبناها بأشعة رونتجن ، ولم يسفر ذلك عن شيئ، مطلقا

قطب ( أدهم ) حاجيه ، وقال :

- إذن ، فهو لم يغادر باريس

أشار اللواء بسبابته وقال

- هذا سليم ، ومهمتك هي العثور عليه والعودة به

حيا او .....

....!

لم يكمل اللواء عبارته ، ولم يسأل ( أدهم ) .. فلقد كان يعلم أن رجلا مثل الدكتور ( جمال  عمار ) يحمل من الأسرار ما يجعل وقوعه في يد الدول المعادية خطرا کبيرا .. ومن ثم كان لابد في حالة عدم التمكن من إعادته حيا أن يقتل ، برغم ما يشير هذا من الضيق في

نفس ( أدهم ) . بعد لحظات من الصمت ، قال مدير المخابرات :

ستسافر غدا في طائرة السابعة صباحا إلى باريس .. وستقيم في نفس الغرفة التي كان يقيم فيها الدكتور (جمال عمار ). أبتسم مدير المخابرات وهو يقول :

الاختفاء الغامض الرواية 1 من سلسلة رجل المستحيل  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن