{ بسم الله الرحمن الرحيم }
أستغفر الله العلي العظيم و أتوب إليه
__________
_______
___الحافلة شبه فارغة و الساعة تشير إلى التاسعة ليلا...
أنا الآن عائدة من البلدة المجاورة للمدينة، هناك حيث قمت بزيارة خالتي رفقة امي بعدما وصلنا خبر وقوعها مريضة على الفراش... تركت أمي هناك و عدت متحججة بضرورة حضوري للجامعة غدا من أجل محاضرة توجيهية سيأطرها الأستاذ الذي يشرف على بحثي...لم أكن أكذب... هي بعد غد بالضبط و ليس غدا و أنا لست مستعدة للذهاب بعد التحطم الأخير الذي واجهته، لقد مر أسبوعان على ذاك بالفعل !
"مرحبا...
شرفينا بنفسك ؟"شاهدت الرسالة مشدوهة دون قدرتي على التفكير بعدما تفقدت هاتفي و كل ما أردته لحظتها هو الصراخ تعبيرا عن مفاجئتي، فقد كنت قد فقدت الأمل و لكنه الآن و أخيرا أجابني...
فهل تكون لي الفرصة معه من خلف الشاشة أكبر من الواقع نفسه... الواقع الذي حطمني !؟"أهلا..."
كتبتها بأصابع مرتعشة كأن بردا قارسا أصابها و ليس كأننا في الأيام الأخيرة من شهر أبريل الدافئة... تفكيري و أصابعي لم تسعفني في كتابة المزيد و تلقيت بعد تأخري علامة إستفهام دالة على تساؤله بخصوص ذلك... و قد قرأتها مما يعني أنه يجب علي الإجابة قريبا... و هذه ال-قريبا- تعني بعد ثواني !
فكرت... هو يعلم هويتي الحقيقية بعد كل ما جرى ، و أشكر أني أضع اسما مستعارا تعريفا لحسابي... كما أنني لا أضع صورة تخصني في صفحتي الشخصية ! و هذا أتى لصالحي و إلا كان ليتعرف علي سريعا.. هل هناك فتاة في الجامعة تدعى إسلام مثلي ؟! لا أظن ذلك فنادرا ما يسمي العوائل بناتهن بهذا الاسم رغم أني واقعة في عشقه و هذا يعود ربما لكونه ملكي !
سأكذب فيما يخص إسمي..." سلام...
هو إسمي "لقد أحدثت تغيرا طفيفا دون الحياد عن مصدر اسمي... و آسفة لاني كذبت ! رغم أني فخورة...
عدت بنظري نحو الشاشة أنتظر رده و كان قد غادر... لم يعد نشطا و أنا تأخرت في الرد... لذا أغلقت هاتفي بخيبة و رحت أسند رأسي على زجاج النافذة أراقب أعمدة الأنوار المترامية على أطراف الشوارع.. تنير في حلكة هذه الليلة الدافئة التي سمحت للناس بالخروج للتجول تحتها...
لم يبقى سوى محطتين حتى أنزل في المحطة التي أقصدها.. إلا أني فجأة و بشكل متهور و مجنون نزلت في المحطة التالية عندما توقفت الحافلة... كان هناك ، لقد مر أمام النافذة التي كنت أراقب الخارج من خلالها يقطع نحو الطرف الآخر من الشارع ، بقامته التي أميزه بها و ملامحه التي نقشت في ذاكرتي... كان يرتدي قميصا أبيض أنيق، و سروال بيج يعانق منحنيات أقدامه... !
إتخذت الطرف الآخر من الشارع طريقا لي أهرول فيه... قبل أن أصل لممر الراجلين أقطع الطريق بسرعة و تهور لولا حفظ ربي لكنت ميتة أو في عداد الأموات... فورما وصلت الجانب المقصود حيث هو إتخذت خطواتي بهدوء مصطنع أمشي عكسه... كانت ثواني قليلة حتى التقينا في نقطة معينة رفع هو بصره إلي بعدما كنت أتفقده... لكنه فقط بادلني دون أي تحية حتى ، أزحت بصري سريعا أزعم أن نظراتي وقعت عليه صدفة ثم أكملت طريقي أحاول تنظيم أنفاسي و داخلي من البعثرة التي أفتعلها بسببه... هو لا يكترث و أنا أصبح مجنونة به يوما بعد يوم !
مسحت العرق الكثيف من على وجهي و كأني كنت في ماراثون قبل أن أغير وجهتي أتبع خطواته دون أن أشعره... خطوة متهورة أخرى لم أحسب لها أي حساب و إنقدت كالمنومة مغنطيسا خلفه، لا أعلم ما أصابني ليلتها و لكن الأمر أشبه بحمى شوق مستعصية العلاج... تساءلت بعدها أين كانت تختبئ كل تلك الشجاعة !؟
تابعته في كل خطوة لعشر دقائق متوالية و أشكر في ذلك إمتلاء الشوارع الذي ساعدني على أن أوارب نفسي بين أجساد الناس، و أراقب جذع جسده الذي ليس من الصعب عدم ملاحظته و لو كان في حشد ضخم نظرا لطوله... لكن في الدقائق الموالية فقدت أثره بسبب غبائي الذي جعلني أظن أني ذكية و سأستقصي أثره سريعا.. كنت قد غيرت وجهتي نحو زاوية شارع آخر ظنا مني إني أتصرف بذكاء كيلا يلاحظني بعدما توغلنا في الشوارع و الأحياء الفارغة...
لكني كما صرحت فقد فقدته و لعنت نفسي عائدة أدراجي نحو البيت بكل التعب الذي سببته لجسدي و لنفسيتي المتأزمة في هذه الأيام !" الحافلة تأخرت "
فسرت لوالدي عندما دخلت المنزل بعدما رأيته على وشك السؤال... كان تفسيرا كاذبا و تزيفا لحقيقة ما حدث، و لكن مهما بلغ تهوري هذه الليلة فلست مستعدة لأن أعلمه أن ابنته الحمقاء جابت الشوارع ليلا تلاحق شابا غريبا وقعت في حبه منذ ثلاث سنوات... لست حتى أتخيل رد فعله غير أنه واقع أرضا يشد من نفسه يقاوم الصدمة المفجعة التي حلت عليه كلعنة مهلكة !
هززت رأسي بقلية حيلة أدخل غرفتي و ضحكة خافتة فرت من ثغري... الجنون حتما تمكن مني !
_____________
_________
____Any opinions ?
Vote+comments = next part 😁💜
في رعاية الرحمان 💜🍃
أنت تقرأ
Friendship request (طلب الصداقة)
Romance' تم قبول طلب صداقتك' " وردني ذاك الإشعار فورما فعلت بيانات الهاتف رفقة إشعارات أخرى لم تكن بالمهمة في لحظتها تلك.. حزمت لوازمي مسرعة على غير عادتي قبل أن أهرول خارج القاعة بما أن المحاضرة قد إنتهت فعلا... لا زلت لا أصدق أننا أصبحنا أصدقاء على الفاي...