لطالما درستُ بذاتي عن الأوبئة التي انتشرَت قديماً و وجدتُ الموضوع مثيراً للاهتمام و القلق في آن واحد، في نفس الوقت حاولتُ قدر الإمكان تخيُل الوضع آنذاك حسب وجهة نظر من عاش في تلك الاوقات الصعبة.
لم أتصوّر يوماً أن أرى تلك الحال على أرض الواقع و بمقلتاي اليافعتين هاتين، و لكن سنة العجائب هاته جعلَت كل قصّةٍ و كل فكرةٍ حقيقةً.
ظرفٌ اضطُرني لزيارة المشفى، دار الشِفاء كما فضلتُ تسميته، تفاجُؤ ممزوج بالخيبة و الرعب غمرني لما رأيتُ فور خَطوِ ول خُطوة لي هناك.
دار الشّفاء مليء حد الإختناق بالمعالِجين و المعالَجين، نُقصٌ كبير في أماكِن الاستِقبال و الإيواء،
و الوحيد الذي مدّ المصابين بالحياة بعد الخالِق هي عبوات الأكسجِين التي فرُغت جُلها منه الآن، الأبطال الشُجعان ذوي المئازر البيضاء أصبحُوا جُثثاً تهوِي أرضاً كحباتِ الصقِيع خريفاً كل بضع ساعات.
كثيرُون يستمرّون بالمجيء لدار الشفاء أملاً بنيلِ ما تمنحُه لكن ما يقابلهُم هو الرّد السريع لبيُوتهم، فلا مزيد من الإمكانيات أو الأنامِل الشّافية لتحقق رغبتهم.
و ليس هذا هو كل شيء، بل إن الإعلام صامتٌ تماماً عن الأمر، منشغلاً بأشياء غير مهمّة كالتصويت، و ذوي الأبدان السليمة ينكرُون بعنف وجود هذه الحال في الواقع، لا يزال كثيرون يستنكرون و قد يكونون لهذا الفايرُس هم الضحايا التالُون.- مذكراتُ سِيلِي، مُقتطفاتٌ من صيفِ 2020
أنت تقرأ
𝐀𝐍𝐈𝐋𝐋𝐎.
Non-Fiction.¸¸ ❝ وَوَجهُهَا وَضّاحٌ وَثَغرُها باسِمُ تَجاوَزَت مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى، تلكَ كانَت خاتَم❝ ¸¸.