قصة قصيرة

36 8 5
                                    

-شنو إسمج بابا
-تمارة حازم
-شنو تردين تصيرين من تكبرين
-أركض هواي
ضحك المدرس بصوت عالي
-يعني عدائة مستقبلية
إستدار المدرس لبقية الطلاب
-والله شكلها ح تركضنا على تك رجل بنت حازم

نعم هذه بداية طريقي الى حلمي منذ صغري  الكل كان يظهر إبتسامات على شفافهم وملامح استغراب عند سماع اجابتي واعتبروها احلام الطفوله حتى انا عن نفسي اعتبرتها هكذا لكن كلما كبرت كبر معي هذا الحلم إنغرست بذوره في داخلي منذ الصغر حتى رأيته يزهر معي مع مرور السنين ،عائلتي عندما علمت بجدية قراري لم يمنعوني بل قام ابي باشراكي في جميع الدورات والمسابقات الصغيره والمتوسطه وجعلني امر بكثير من المواقف يوم باكية على خسارتي كما في مهرجان السباق للابتدائية وتذكري عند توجهي الى الفائزه وانا امسك بشعرها لتغلبها علي حيث حملني ابي بعيدا...

-بابا اذا بأول عثره تبجين مالها داعي تكملين بهالطريق

حبست دموعي بعد ذلك كثيرا في عيني في السباقات الاخرى لأريه كيف اني نضجت وكيف اصبحت اكثر تقبلا للنتائج ومدى إصراري على هذا الطريق ، ويوما ضاحكة لحصولي احد المراكز وانا الوح باحدى يدي واحاور نفسي بداخلي ان لا انغر على المتسابقات الاخريات كأنني بطله عالميه متواضعة.

كبرت وتدربت كثيرا وأتى اليوم الذي شاركت فيها بإحدى المسابقات الجدية جلبت حقيبتي ورتبت ملابسي كأنني ارتب احلامي فيها مع ابتسامه امي ودعائها لي على طول طريقي أنا وأبي الى باب السياره اتجهنا الى المسابقه وقضينا ليلة قبل موعد السباق وانا اتأمل لحظه فوزي او لحظه خسارتي او لحظه استسلامي في منتصف الطريق كان كل هذه السيناريوهات كثيرة علي حتى غلبني النوم على مخدتي الثقيلة بافكاري.

خرجنا في اليوم التالي أنا وأبي لأستعد للسباق وعلى طريقي أرى وجوه المتسابقات الاخريات ارى عائلاتهم ابتساماتهم كلنا نستحق فرحة الفوز لكن بعض منا يستطيع ان يعيشها.
انطلقت صافره البدايه جعلت ارجلي تقفز في الهواء تجري سريعا كلما مررت من مدرج ابي الاحظه يفتح يديه بمصرعيه كانه يحضنني من بعيد اشعر بان جسمي يسبقني واني الاحقه بقدر مااردت الفوز سبقني اثنين قبلي الى نهاية الخط وجعلوني انا واخرى بجانبي تركض بكل حماس لكي تحصد واحد منا المركز الثالث اقتربنا من خط النهايه حتى رأيت صوتا يصدر ورائي ادرت برأسي رأيت المتسابقه قد تعثرت وسقطت على وجهها جعلني اخاف من ان تأتي و تشد شعري مثل ما فعلت سابقاً ارجعت ناظري الى السباق واكملت بكل قوتي حتى وصلت الى خط النهاية وانا اتنفس بعمق ، شعوري بالفرح جعلني اقتنع ان هواء خط النهاية افضل بكثير من الهواء الموجود خلفه أصبحا في المركز الثالث كانت فرحة أبي اكبر من ان تقارن بفرحتي كانه كان يتخيل كيف سيستقبلوه الناس وكيف سيباركونه عند الرجوع حملت الميداليه على طول الطريق باثنين يدي وقبلتها كثيرا.
رجعنا الي بيتنا وباحضان وكلمات العائلة المفرحه والمبهجه
تحمست لعودتي الى الدوام لاسمع كلمات التشجيع والتهليل من الاصدقاء خرجت أنا وأبي مع إبتسامه بلهاء على وجهي..

-هلا حجي شلونك

استقبلنا صديق ابي في منتصف الطريق
-سمعت بنتك مشاركه بسباق جري

ربت ابي على كتفي ورفع ذقنه
-اي نعم صحيح وفازت بالمركز ثالث

تنفس الرجل بشكل عميق وهمهم
-والله عمي خوش عادي صارت النسوان تركض بالشوارع

لم تؤذني الكلمات بقدر ماالمني خوفي على ابي بانه قد يمتعض من كلامه.
ابتسم ابي واعطاه من حلوى الفوز
-عيني هاي حلاوه فوزها بالمركز الثالث يلا بابا خلي نمشي تاخرنا على دوامج

مشيت بسرعه قبله كانني اركض في ميدان سباقي واحاول ان اكبت غضبي واحباطي لحقني ابي بترقب حتى وصلنا لباب المدرسه
-اخذي الحلاوه وزعيها على صديقاتج

-ليش حتى اسمع كلام جارح بعد؟!

مسك ابي يدي بهدوء ووضع فيها كيس الحلاوه
-شخص يبحث عن شخصية
فيخترعوها القريه لكي ينهون المسألة

شبكت حاجبي
-شنو!!

-يعني يابنتي ترا رضا الناس غايه لاتدرك ميحتاج تغيرين شخصيتج بأول كلمه توجهت الج.

مسكت الكيس من يده بكل قوتي وابتسمت
-بابا لاتنسى تجيب حلاوه ثانيه لمن تخلص هاي..

🎉 لقد انتهيت من قراءة تأهب،استعد،انطلق 🎉
تأهب،استعد،انطلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن