03

125 29 6
                                    


...

"لازالت تمطر، اليوم تمطر بغزارة، يمكنني رؤية ان الماء يتسابق على الارض من كثرته، المجنون وحده من ينزل في هذا الجو..لكني لازلت احب المطر، ما يُعجبني في كثرته ان رائحة التُربة قد زادت وصوت المياه المتدفق قد زاد مما يجعل الهدوء يُخالج مسامعي، أجلس في شُرفتي مـراقباً تعكُر السماء ودموعها الرقيقة المتساقطة واحدة تلو الأخرى، أُراقب الحي الفارغ المبتل، وجدتها مجدداً واقفة بمظلتها الوردية المزخرفة، لكنها عندما رأتني هذه المرة انظر لها، لم تتحرك، وانا ظللت أُناظر لها محاولاً معرفة ملامحها لكنها كانت تُخفيها جيداً أسفل المظلة، فُستان أزرق داكن قصير يصل لأسفل مفصليها بقليل، لا اعرف كيف لا تشعُر بالبرد، وواضح من القُماش المتدلي من الجانبين انها ترتدي شال أسود اللون يُحافظ على حرارة كتفيها من البرد، رأيتها تتقدم ناحية السكن اللذي اعيشُ فيه، لم انتظر لدقيقة حتى، اخذت معطفي الصوفي وركضت نحو الباب افتحه نازلاً لأسفل مُتجاهلاً المطر الذي يصُب عليَ الأن، عندما خرجت من المسكن كانت قد عبرت الطريق عائدة من حيثُ أتت..
ظللت أصرخ منادياً إيها بـ 'صاحبة المظلة الوردية' لكنها لم تستجب حتى، وانا قد أصبحت عبارة عن جسد هزيل في ملابس مبتلة، عُدت نحو السكن خائباً،

"هذه الفتاة تُثير فضولي بشدة"

...

أَمْــطـَـارُ دِيــسَــمْــبِــرُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن