الحكمة الحادي عشر

13 4 0
                                    


الرسالة التي كتبتها الرسامة (فريدا كاهلو) إلى زوجها (دييغو ريفيرا) قبل بتر قدمها، وتعتبر من أشهر رسائل الإنفصال بين المشاهير ...

عزيزي دييغو:
أكتب هذه الرسالة قبل دخولي إلى غرفة العمليات، يريدون مني أن أسرع ولكنني مصممة على إنهاء هذا الخطاب أولًا، لأنني لا أُريد أن أترك شيء غير مكتمل، خاصة الآن بعدما عرفت ما يخططون له، فهم يريدون إيذاء كبريائي بقطع ساقي.
وعلى الرغم من ذلك لم يؤثر بي الأمر، فلقد أصبحت بالفعل تِلك المرأة المشوهة بعد فقدك، لا أخش الألم وأنت تعلم ذلِك جيدًا؛ فالألم كما تعلم مقترن بي دائمًا، وعلى الرغم من اعترافي بأنني عانيت كثيرًا عندما خنتني مع العديد من النساء الأخريات، لكنني أسأل نفسي كيف انخدعوا بك؟

لم أستطع أن أفهم ما كنت تبحث عنه لدى الأخريات، وما هو الشيء الذي كانوا قادرين على إعطائك إياه ولم أستطع أنا! دعنا لا نخدع أنفُسنا ياعزيزي دييغو، فلقد أعطيتك كل ما يمكن أن يقدمه إنسان، وكلانا يعرف ذلِك جيدًا...

كيف بحق الجحيم تمكنت من إغواء هذا الكم من النساء، بينما أنت ابن عاهرة قبيح؟ السبب في كتابتي لك ليس مجرد اتهامي لك بشيء، ولكنني أكتب إليك بسبب بتر قدمي.

لقد أخبرتك في بداية علاقتنا بأنني شخص غير كامل، ولكن لماذا بحق الجحيم يجب أن يعرف الجميع عني ذلك؟

والآن سيرى الجميع عجزي أخيرًا، أُخبرك بذلك قبل أن تسمع من مصادر أخبارك، وسامحني على عدم ذهابي للمنزل لأخبارك بذلك شخصيًا، فبرغم وضعي الصعب وعدم قدرتي على مغادرة الحجرة، ولا حتى ذهابي للحمام، لا أنوي جعلك تشعر بالشفقة، أو أي شخص آخر، ولا أُريدك أن تشعُر بالذنب، ولكنني أكتب لأخُبرك بأنني سأطلق سراحك وأنني سأبترك أيضًا مثل قدمي.

كُن سعيدًا ولا تبحث عني مرة أخرى، لا أُريدك أن تسمع أي أخبار عني ولا أُريد أن أسمع عنك أي شيء، إذا كان هناك أي شيء سأستمتع به قبل موتي هو عدم رؤية وجهك اللعين المقيت وهو يتجول داخل حديقتي.

هذا كل شيء…
الآن فقط يمكنني أن أقوم بالبتر في سلام، وداعًا من شخص مجنون يُحبك بشدة.

عزيزتك فريدا.

«أصوات الكلمات»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن