الفصل الأول " البداية "

131 31 3
                                    

                        يوما ما سنلتقي.

تمكنت من كبت صيحة التعجب التي انبعثت من حلقها ثم حدقت في الفراغ على غير هدى ، فسألته مرة أخرى إن كان الوشم على كتفه يعود لفتاة ؟

مد يده إلى علبة السجائر المنقوشة قبل أن يتفوه بكلمة ، أخرج منها لفافة تبغ ثم وضعها بين أسنانه و قرب ولاعته ليشعلها فردد و هو يفكر بإضطراب سيطر على عقله : هذا صحيح ، إنه اختصار لإسم الفتاة التي تملك قلبي طوال سنوات.

ما لبثت أن لاحظته يبتسم فتزاحم مائة سؤال في رأسها لكنها لم تستطع أن تجد جوابا مقنعا من طرفه : إذن هي قصة قديمة ، هل انفصلتما أم أنها خدعة لإبعادي عنك رغم كل محاولاتي غير المجدية بالتقرب منك ؟

نفث سيجارته فكانت تبدو نظراته كما لو أنها قاسية و جذابة في الآن ذاته : لم قد أفكر بهذا الضرب من الخداع برأيك؟

كانت لهجته خفيفة ولكن هازئة فتسائلت أكثر حيث أنه لم يستطع أن يكون مقنعا جدا : إذا كان هذا صحيحا فلماذا لستما معا ؟ هل هجرتك أم خانتك ؟

استعاد تعابيره مظهرا المرح : أحيانا يتخذ الحب طرقا معوجة غير التكهنات التي اقترحتها ، لكني في نهاية المطاف لا أنوي ملأ تفكيري بشخص عداها.

استمهلت نفسها في التحدث وقد وجدت نفسها فاقدة الأسباب لترد أخيرا بصوت جهوري : ألا يمكنك التخلي عن هذه النظرة و فتح أبواب قلبك لطارقة مثلي ؟

أطفأ سيجارته في منفضدة قريبة و لم يكن مهذبا : القفل من الداخل ، و أخشى في المرة القادمة ألا أستضيفك أمام باب منزلي حتى.

كان من الصعب عليها هضم ردة فعله و شعرت بضعف موقفها فتخضبت وجنتاها لتعتريها فجأة الغيرة ولكنه لم يكن الوقت المناسب لإظهار هذه الأحاسيس فإكتفت بتساؤلها : هل لهذه الدرجة هي مميزة حتى تلازمك ذكراها ؟ هل هي جميلة ؟

اختياره للكلمات لم يكلفه وقتا للتفكير ، افترت بسمة على ثغره عندما وصفها بوله : نقية كنقاء قطرة الندى عندما تسقط ، فتورد أزهار قلبي الذابل بأكاليل من الفرح.

بانت أظافرها المطلية باللون الأحمر حين مررتها على صدره القوي لعلها تحدث تغييرا بسيطا في سير الأمور  : لابد أنها بمرور الوقت تغيرت واختلفت الحياة معها ، انظر إلي ، ألا تجدني جميلة و مرغوبة ؟

أنفاسها الساخنة كانت تضايق وجهه و كذلك يداها تشعرانه بالإنزعاج ، حاول الخلاص منها فأبعدها عنه برفق لتردف بإصرار : واعدني ، وسأريك كيف يكون الحب.

كانت عيناه الجاحظتان تتفحصانها بغير تصديق : لقد جننت فعلا !

أخذت تعض على شفتها ثم قالت ببساطة : كلا ، أنا معجبة بك فقط ! سأمنحك الحب الذي تستحقه بدل أن تظل رهينا لمشاعر الماضي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 06, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

هوس الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن