في مدينة تعيش بين ظلال الجدران العالية وأضواء الشوارع الخافتة، تلتقي قسوة الضابط عبدالإله ببراءة الطبيب صالح، في قصة حب كُتبت بأحرف القدر. عبدالإله، رجلٌ صلب كالصخر، يرتدي ملامح لا تعرف الابتسامة، ونظرة حادة كأنها تخترق ظلام المدينة بحثًا عن كل تهديد. أما صالح، فهو كتلة من الحنان تتدفق منه كالنور، شاب يحمل في قلبه سلامًا يُشبه الربيع، يداه تداوي الجراح، وعيناه تتأملان العالم بحب وشفقة. كان لقاءهما الأول أشبه بعاصفة؛ تنافر لا يوصف، كأن كلاً منهما قد جاء من عالمٍ بعيد عن الآخر، يتحدثان لغتين متناقضتين. عبدالإله يرى في صالح ضعفًا غير مقبول، بينما يجد صالح في قسوة عبدالإله ألغازًا لا يسعه إلا محاولة فكها بهدوءٍ وصبر. لكن بمرور الأيام، ووسط لحظات العمل والتضحيات، بدأت طبقات القسوة في قلب عبدالإله تتآكل أمام تلك النعومة التي يتحلى بها صالح. كان يرى فيه شيئًا كالضوء، ويفقد نفسه في تأمل ملامحه البريئة، ويشعر لأول مرة أن قلبه الذي لطالما رفض الرقة، قد بدأ ينبض بإيقاع جديد. ابتسامات صالح لم تعد بالنسبة له مجرد ابتسامات، بل أصبحت ملاذًا يهرب إليه من صراعاته الداخلية. أما صالح، فقد وجد في عبدالإله صلابة تكمله، ومكانًا يحمي فيه حلمه بالسلام. كانت لحظاتهم المشتركة أشبه برقصة بين النار والنسيم، ق