شريكة أخرى

81 7 9
                                    

في صباح اليوم التالي، بدأ صالح استعداداته للمهمة بحذر وترتيب، مشحونًا بتفاؤل ممزوج ببعض القلق. انطلق إلى المستشفى باكرًا، حيث قرر أن يبدأ بترتيب جميع الأدوات الطبية اللازمة بحرص، للتأكد من أنه لن يترك شيئًا خلفه. في مكتب التخزين، كان يراجع الأدوات بعناية، يضع السماعات الطبية، وأجهزة قياس الضغط، والأدوية المختلفة في حقيبة إسعاف قوية مصممة للظروف الصعبة.

نقل نظره بين المعدات، يدوّن كل أداة على ورقة صغيرة بجانب الحقيبة. كانت يديه ثابتة ومرتبة، كأنه في طقوس شخصية، حيث وضع كل قطعة في مكانها بحرفية تتسم بالهدوء. قرر صالح أيضًا أن يأخذ معه عُدة صغيرة لمعالجة الجروح السريعة، مثل الشاش، والخيوط الطبية، والأبر، تحسبًا لأي إصابة طارئة في الصحراء.

بعد الانتهاء من تجهيز الحقيبة، انتقل صالح لترتيب ملابسه. كان عليه أن يرتدي بدلة ميدانية مناسبة للبيئة العسكرية التي سيذهب إليها، وليس مجرد المعطف الأبيض الذي اعتاده. وقف أمام خزانة الملابس، يبحث عن زي يناسب المهمة، فاختار بدلة بسيطة بلون الازرق الداكن، تمنح مزيدًا من الراحة والتنقل في الظروف القاسية جهز حقيبة مليئة بالثياب. نظر إلى نفسه في المرآة، وتساءل في صمت عن مظهره، متأكدًا أنه يبدو مختلفًا عن صالح الطبيب الذي اعتاد الجميع على رؤيته.

قبل أن يغادر المستشفى، توجه إلى مديرته رهف للتأكد من توقيع الأوراق اللازمة للسفر والموافقة الرسمية التي تسمح له بالذهاب خارج المستشفى. رهف، التي كانت تراقب صالح بتقدير، تبادلت معه بعض النصائح بهدوء قائلة، "حاول تبقى هادي، وتذكر إنك هناك لتدعم الفريق، وبتكون بطل لو حافظت على قوتك ،انت تمثلنا."

شكر صالح رهف بابتسامة مطمئنة، لكنه شعر بوزن التوقعات، مما زاد من عزيمته على تقديم أفضل ما عنده. كانت المرة الأولى التي يشعر فيها بأنه مطالب بأن يكون شخصًا مختلفًا عن الطبيب اللطيف الهادئ الذي عرفه الناس. لم يكن معتادًا على الانخراط في بيئة مليئة بالتوتر والمخاطر، ولكنه كان واثقًا أنه يمتلك الشجاعة والمهارات لمواجهة أي تحدٍ قد يأتي في طريقه.

أخيرًا، وبعد التأكد من حمل كافة المتطلبات الطبية، أرسل رسالة لعبدالإله ليبلغه أنه جاهز تمامًا للمهمة وأنه ينتظر توجيهاته النهائية

وصل عبدالإله إلى المستشفى بخطوات ثابتة، متجهًا نحو مكتب شقيقته رهف. فتح الباب ودخل، ليجدها تنتظره بابتسامة تخفي شيئًا مثيرًا. وقبل أن يتمكن من الحديث، رفعت رهف حاجبيها بابتسامة
قال عبدالإله بهدوء: "صالح وقع؟"

أومأت برأسها قائلة: "إيه، وقع، وعندي لك مفاجأة!"

عقد عبدالإله حاجبيه بحيرة، منتظرًا توضيحها. فاقتربت رهف وهمست بابتسامة واسعة: "حتى رنيم بتجي معاك!"

اتسعت عينا عبدالإله بصدمة، ولم يستطع تمالك نفسه فاستفسر بلهفة: "كيف!!؟؟"

تابعت رهف بفخر: "تواصلت مع رقيبك، وأقنعته إنه يكون معها دور مساعد، كلمتها، وهيه جاهزة تنتظرك… مرها شقتها!"

ملاكي  | My angleWhere stories live. Discover now