
fer__acha06
فلسطين.. وجعٌ لا يهدأ فلسطين اليوم ليست مجرد قضية، بل نزيفٌ حيّ، وجعٌ يتسلّل إلى صدورنا كل يوم، ينهك أرواحنا قبل عقولنا، ويتركنا نتخبط في عجزٍ لا نملك له دواء. هناك، حيث لا سماء تأويهم ولا أرض تحميهم، يختبئ الأطفال تحت ركام البيوت، تحت الخوف، تحت العجز الصامت. الجوع ينهش بطونهم، والعطش يلسع شفاههم، والبرد يحتضن أجسادهم الصغيرة. لا دواء، لا حليب، لا حضن آمن. فقط الخوف، فقط الانتظار.. انتظار الموت الذي صار ضيفهم اليومي. في خيمٍ لا تقي من شتاء ولا تصدّ لهب الصيف، يكبر الأطفال على صوت القنابل بدل الترانيم، على نور النيران بدل القمر. هل تتخيل أن تستيقظ كل يوم لتتأكد أنك ما زلت حيًا؟ أن تتناول فتات الخبز وتتمنى أن لا تنام جائعًا؟ العجز ليس فقط في اليد، بل في الصوت أيضًا. أن تصرخ ولا يسمعك أحد، أن تتألم ولا يتوقف العالم لحظة ليراك. هذا الشعور الثقيل الذي نحمله نحن أيضًا.. كمؤمنين، كأحرار، كأخوة. هذا العجز يمزقنا ببطء، يربك ضمائرنا، ويجعلنا نذرف الدموع في صمت لا يسمن ولا يغني من جوع. اللهم إنك ترى ولا يُخفى عليك شيء، ترى الضعف، وترى القهر، وترى الدموع التي باتت جافة من كثرة البكاء. فلسطين تنادينا، لا بكلمات، بل بدموع الأمهات، ودماء الشهداء، وعيون الأطفال التي تنظر إلى السماء وتهمس: أين أنتم؟ وما نملكه سوى أن نقول: قلوبنا معكم، ودعاؤنا لا ينقطع، وربّنا لا يخذل المظلومين أبدًا. ستعود فلسطين، وسنصلي في أقصاها، مهما طال الليل.