
Nai_356
https://www.wattpad.com/story/387813492?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_writing&wp_page=create&wp_uname=Nai_356 القدرُ... ذاك اللغزُ الأبديّ الذي يعبثُ بنا كما يشاء، يبعثرُ أحلامنا، ثم يعيد ترتيبها بطرقٍ لم نكن نتصورها. نظنُّ أننا نمسكُ بزمام الأمور، نرسمُ خططنا بعناية، ثم فجأة، ينقلبُ كل شيءٍ رأسًا على عقب، وكأن الكون يسخرُ منا، وكأنه يقول: "ليس أنت من يقرر." نركضُ نحو أمانٍ نظنه حتميًّا، فنجد أنفسنا في قلب العاصفة. نبتعدُ عن شيءٍ بكلِّ قوتنا، فإذا به يأتينا بكل الطرق. نلتقي بأشخاصٍ غرباء، فنكتشف أنهم كانوا قدرًا مؤجلًا. نتمسكُ بمن نظنهم أبديين، ثم يأخذهم القدرُ من بين أيدينا كأنهم لم يكونوا يومًا. القدرُ ليس عدوًا ولا صديقًا، بل هو الطريقُ ذاته. قد يجرحك، قد يسلبك، لكنه أيضًا يمنحُك ما لم تكن تحلم به. ربما كنا سنخوض الحياة بطريقةٍ مختلفة لو عُرف لنا الغيب، لكن أي معنى للحياة إن سِرنا فيها بلا دهشة، بلا مفاجآت، بلا طرقٍ لم نحسبها يومًا؟ وفي النهاية، ليس أمامنا سوى أن نؤمن... أن نؤمن أن كل سقوطٍ كان تمهيدًا لقيامٍ أعظم، وأن كل بابٍ أُغلق كان يحجب عنّا ما لم يكن لنا، وأن كل لحظةٍ تأخرت لم تكن إلا في ميعادها الصحيح.