Nam1_Min2
ثمّ يراكَ ربُّ الكون ... يراكَ وأنت ذلك المنسيّ المسكين! فينظر إليك بحنانه، ويمسحُ على قلبك بلطفه .. ثمّ يحبك، ويحرسك ويدبّر أمرك وهو المطلع على نفسك والعليم بمخاوفك ... فتكونُ لحظةُ قربٍ تُغنيك عن كل مفقود، تشعرُ حينها حقًّا أنك لم تعد منسيًّا، بل أن الكونَ كلُّ الكون أصبح بين يديك! وهكذا يرضيك الله حتى تطيبُ لك الحياة أعلمُ أنك تُحسن الظن بربك، ولكن ربّما أن ظروف الحياة تشتتُ أمرك وتُتعبُ قلبك! تضطربُ بك الحياة يمينًا وشمالًا ... ومن أجل ذلك كتبتُ لكَ هذه الرسالة التي أذكرك فيها أن تطمئن بالله، فإنه لا يُعجزهُ أمرك، وسترى لحظةَ فرجه ووعده العظيم. ثم تتبدّلُ تلك المشاعر! فيعودُ الشتاتُ يقينًا، حتى ترى النورَ ويسكنُ في قلبك من الرضا والسكينة ما لا يتصورهُ عقلك، فاهدأ واطمئن وثق أن اللهَ يدبّرُ أمرك .. وهو على كلّ شيءٍ قدير ﴿ربي أوزعني أن أشكر نعمتك علي﴾