Omima007
بينما كنت بصدد كتابة فصلٍ جديد، توقفت كأن الخدر مس أناملي، أخذت عيناي تجولان على السطور التي كتبتها وكأني أراها لأول مره، واضعة يدي على خدي، وعقلي يذوب مجددا قبل أن أستطيع التدارُك..هل أبقى منغمسة هنا، أو أنشغل بحل الإنفجارات التي تحدث في حياتي؟.
حتى هنا في هذه الخاطرة الغبية لا أستطيع أن أصف مشاعري الكاملة..هل هذا عجزٌ من الحروف أو عقلي الخرف؟، أكتب الكلمات و أمسحها مرارا و تكرارا ولا شيء يُجدي، بأي حق أُلقب نفسي بالكاتبة؟.
إستلقيت على السرير و أنا أتبادل النظرات مع سقف غرفتي المتهالك بطلائه الأبيض الباهت، كلانا يقُسم أن الإنهيار قريب. جلت بنظري للأسفل و إذ بتلك اللوحة الزيتية المعلقة على الجدار، لطالما أخافني القارب التائه في بحرها الأزرق وسط عتمة الغسق، وكأني كنت أخشى أن أغدو مِثله يوماً، غارقةً في بحرٍ لم أعُد أعرفه، و أمواج قد نسيتُ ملامحها.
لطالما تخيلتُه يهمس لي في صوت عميق يصل إلي وقد مازجه هدير البحر الذي كانت أمواجه تصطفِق مُتكسرة من حوله بِذُيولها البيضاء، كأنما تَحمِل النسيم سراً إلى الليل : "لقد نجَوتِ من الغرق، لكن البحر سيبقى دائما في عينيكِ !".
أغمضت عيني وأنا أغطي وجهي بكف يدي، مُوارية طيف البسمة الواهنة التي إرتسمت على ثغري عن جدران و نفسي أيضا، كاظمة بها ثورات تريد أن تنفجر، كشُعاعِ شمسٍ ضعيف مُتهالك لا يقوى على فعل شيء أمام عاصفةٍ ثلجية هَوجاء، حتى مع نفسي لم أستطع قط منح الحياة إبتسامة نقيةً من الشوائب، ولا بريئة من العبوس.
قُلت مُخاطبة هواجسي و مُعترفةً لجدران غرفتي في ثُغرٍ باسم، و لهجة لم تخل من سُخرية : "لا الدارُ داري، ولا الرفاقُ رفاقي، ولا المكان يعرفني، عَبثتُ بدِيارٍ لستُ أملكُها !".