لو كنت شهراً، لكنت نيساناً ♡
ذاك الشهر الذي تتفتح فيه الأرواح كما الأزهار، يحمل في أنفاسه وعداً بالبدء من جديد، ويأتي بعد صبر الشتاء كعناق دافئ لطالما انتُظر.
ولو كنت يوماً، لكنت يوم الجمعة ♡
يومٌ تحنو فيه القلوب وتطمئن الأرواح، يحمل سكينة لا تُشبه سواها، كأنك لحظة راحة وسط زحام الحياة.
ولو كنت فصلاً، لكنت الربيع ♡
مزيج من الهدوء والبهجة، رائحة تراب مبتلّ، وضوء شمس خجول يلامس الزهر ويوقظ الندى.
ولو كنت لوناً، لكنت الوردي الغائم ♡
لون لا يصرخ، لا يطالب، لكنه يسكن في القلب كأنفاس ناعمة، يُشبه الحنين ودفء الذكريات.
ولو كنت شيئاً، لكنت دفتر مذكرات قديم ♡
يحمل بين صفحاته أسراراً لا تُروى، وأماناً لا يُشترى، وصوتاً مكتوماً لا يفهمه إلا من كتب الحروف.
ولو كنت رسوماً متحركة، لكنت هايدي ♡
نقاء الطفولة، وصدق الابتسامة، وعناق الجبال الخضراء للروح.
ولو كنت لغةً، لكنت العربية ♡
لغةٌ تسكن القلب، وتشبه القصائد المنسية، تفيض بالمعنى حين يعجز اللسان.
ولو كنت مكاناً، لكنت مكتبة بجانب نافذة ♡
هادئة، غنية، تحمل في زواياها آلاف العوالم لمن يعرف كيف يفتح الأبواب.
ولو كنت في الفضاء، لكنت القمر ♡
لا يضيء ليراه الجميع، بل يضيء لأنه لا يعرف غير ذلك، رفيق العاشقين والساهرين والأحلام.
ولو كنت شعوراً، لكنت الحنين ♡
ذاك الذي يحضر دون إذن، ويأخذ القلب إلى أماكن لا تُنسى.
ولو كنت فاكهة، لكنت توت العليق ♡
رقيقة، صغيرة، لكن طعمها يعلق في الذاكرة كما يعلق الحب الأول.
ولو كنت ساعة، لكنت الخامسة صباحاً ♡
توقيت البدايات الصامتة، حين لا يسمعك أحد لكن الكون كله يُنصت.
ولو كنت من الطبيعة، لكنت ندى الصباح على ورقة شجر ♡
هشّ، شفاف، قصير العمر، لكنه يترك أثراً لا يُنسى في لحظة الضوء الأولى.
ولو كنت رقماً، لكنت سبعة ♡
رقم لا يُشبه غيره، محاط بالغموض والقداسة، تماماً كما أنت.
- فِـ عُمـق الهـاويه
- JoinedAugust 8, 2025
Following
Sign up to join the largest storytelling community
or