ألقى بِجسده المُتهالك على السّرير، وغمَر وجهه في الوسادة، ثمّ بكى بُكاءً حارِقًا حتّى كادَ قلبُه يتمزّق من فَرطِ الأنين، كان نشيجُ بُكائه يتردّد وحدهُ في الفراغ، وكان الحُزن يتسرّب من نافِذة اللّيل لِيرقُد على صَدره.
"أيُّها الصّديق العزيز،
أشعُر بِالحزن، نوعًا ما
ماعدتُ قادرًا على لمسِ رُوحي
وفمي مثل وجهي لا يُجيد التعبير ولا الوصف
ثمّة شيءٌ ما يَحول بيني وبين نفسي بداية/نهاية كلّ يوم
شيءٌ أشبَه بِالخَواء والثّقل في ذاتِ الآن.
كأنّ داخلي كَونٌ أجوَف، لا يُثمِر ولا يُزهِر
كَونٌ لا يعرفُ ملامح الدّهشة،
…آه، هل هذا ما يُدعى بِالاعتياد؟
أن يعيش المرءُ غائبًا/مُستسلمًا عن كلّ الأشياء؟"
“I can't even open my eyes this morning
I'm praying for my tired self
I put on yesterday that I look off last night
And another day comforts me.
-
Again today, I’m chasing rainbows.”
عزيزتي رِهام
لقد طَال الانتظار
…لا، لستُ أتَململُ الآن!
أؤمن أنّ الانتظار جُزءٌ لا يتجزّأ من الحياة
بَل وأنّ الحياة ليست سِوى محطّة اِنتظار.
لِذلك أتمكّن من ضَمّ شَتاتي
بينما أجلسُ على أعتابِ تلك المحطّة
إنّني لا أتأمّل شيئًا
كَما أترقّب الرّحلة التي سَتقُودك إليّ
…أعلم يا عزيزتي، لا وُجود لِهذه الرّحلة
ولكنّني سَأجلسُ، تحسّبًا في كلّ الأحوال.