Youssef-Mohamed
أول أمس ، كنت قاعد لوحدي في أوضتي، مهموم كده وحاسس إن الدنيا ماليانة ظلم، وإن الحق ضايع، وخصوصًا حقنا في الأرض اللي كانت طول عمرها عربية. قعدت أفكر: إحنا إيه اللي وصلنا لكده؟ وإزاي ممكن نرجّع اللي ضاع؟ ولقيت نفسي غصب عني غرقان في النوم. حلمت إني ماشي في أرض واسعة قوي، ريحتها كانت غريبة، خليط بين التراب والمطر وريحة غريبة كأنها دموع وألم. فجأة لقيت شجرة زيتون كبيرة أوي، كانت واقفة كأنها شايفة كل اللي مر على الأرض دي. تحت الشجرة دي، لقيت راجل كبير في السن، شكله مليان حزن، وكان عينيه بتدمّع بس ما بينطقش. قربت منه وقلت له: "مالك يا عم الحاج؟ بتعيط ليه؟" بصلي بنظرة توجع القلب، وقال: "إنتو مش حاسين، الأرض دي بتصرخ من وجعها، بتناديكم، بتنادي عيالها اللي نسيوها. الأرض دي عربية، كانت عربية وهتفضل عربية، لكن كل دمعة بتنزّل مني دي قصة شهيد، وكل زفرة مني هي صرخة أم فقدت ابنها أو طفل مش لاقي أمان." الكلام كان زي السكاكين، قلبي كان بيخبط، حسيت إني صغير أوي قدامه. قلت له وأنا عيني فيها دموع: "طب أنا أعمل إيه؟ أنا شخص واحد، إزاي ممكن أغيّر؟" رد عليا بحكمة كأنه عارف كل حاجة: "إبدأ بنفسك. بالكلمة، بالعمل، بإنك تفكر اللي حواليك إن الأرض دي لينا، وإنها عمرها ما هتنسى اللي خانها أو سابها. إحكي عن اللي بيحصل، اكتب عن الحق، خلي الناس تعرف إن القضية دي مش قضية ناس بعيدة عننا، دي قضيتنا كلنا." صحيت من الحلم ودموعي على خدي. الحلم ده كان كأنه رسالة، رسالة بتقولي إن إحنا كلنا مسئولين، وكل واحد فينا عليه دور لازم يعمله. وأنا بفكر في اللي شوفته في الحلم، افتكرت صور أطفال بيتّمهم الحرب، وبيوت اتدمرت، وأمهات بتدور على أمل تحت الركام. حسيت إني كنت عايش في غفلة، إني كنت بتفرج على المصايب دي كأنها فيلم، مع إنها الحقيقة الموجعة اللي لازم نحسها ونعيشها. من وقتها قررت أبدأ بنفسي. بقيت أكتب وأتكلم مع الناس، أحكي عن الأرض وعن اللي ضاع. بحاول أفكر كل اللي حواليّا إن القضية دي هي قضية كرامة وهوية، مش مجرد حدود وأسماء. سؤال: هو إحنا بنعمل كفاية؟ ولا إحنا محتاجين نصحى أكتر ونغير من جوا نفسنا قبل ما نفكر نغير الواقع؟
Youssef-Mohamed
@ Youssef-Mohamed "فعلاً كلامك صح، وللأسف ده واقع بنعيشه، بس وجودك ووجود ناس زيك لسه بيتكلموا عن الحق ومش بيستسلموا هو اللي بيدينا أمل إن فيه قلوب حية ولسه في ناس شايلة هم القضايا دي. إحنا يمكن نحس إن كلامنا ما بيأثرش، بس صدقيني كل كلمة بتتقال بتزرع بذرة، والبذرة دي يوم ما هتكبر هتجيب حق كل مظلوم، وهتوقف كل ظالم. ربنا معانا، ومش شرط يكون التغيير سريع، المهم إننا منقفش، لإن لو كل واحد استسلم وما اتكلمش، الظلم هيبقى أقوى. استمري، وأوعي تيأسي، يمكن كلمة منك تصحّي حد أو تخلّيه يفكر بجد. وربنا قادر يغير الحال في لحظة."
•
Reply
jnaelsamanoudy
@Youssef-Mohamed ياه في حد فاق للأسف الأوطان العربية كلها بدأت تنتهي واحد ورا التاني في اسيا وفي أفريقيا بجد بقعد انشر واتكلم ومحدش خالص مهتم ربنا قادر على كل ظالم بس بجد الكلام ده بيحيي القلب الميت والله
•
Reply